لا يزال أعداء الأردن، في أوج حملاتهم المسعورة، يصنعون ويؤلفون الروايات، معتمدين على كوادر منحرفة من أصحاب الحسابات الوهمية، تم تدريبها على كيفية اختلاق الشائعات وإدارة حرب نفسية بلا هوادة على الجميع.. عسكريين ورجال حكم ومدنيين ورموزا وطنية كتمهيد سيكولوجي طويل الأمد، في محاولات رامية لخلق البلبلة وزعزعة الثقة، في سياق الأكاذيب والفبركات والسهام المسمومة، حيث إن ماكينات التضليل لا تتوقف عن التعاطي المغرض مع أي إشاعة تستهدف الإساءة للأردن عبر برامج «الواتساب»، أو «تويتر»، أو «إنستغرام»، أو «سناب شات» أو «الفيس بوك».. إلخ، وبث سموم حقدها، وهي تنعق بفحيح لإثارة الفتن والتشكيك، ونسج خيوط الكذب والافتراء بهدف التشويش، وإدخال الوهن إلى قلوب الناس، وما يرافق ذلك من أفعال حربائية، تختار سلعتها وتوقيتها بدقة لنصب فخاخها.. منشورات رخيصة تهاجم رموزنا وبلدنا وتشكك في دور الدولة الأردنية، عبر صفحات وهمية تديرها الفئران الصامتة في الغرف المظلمة، وقد وصلت بهم ذروة الحملات المضللة التطاول على جيشنا وأجهزتنا الأمنية، بل ودعت إلى حملات تسليح وتوجه للحدود، متناسين أو غافلين، أنه لا يمكن أن يقبل الجيش العربي الأردني، بالإضرار بأي مواطن أو السماح بالإعتداء عليه من قبل جنود الإحتلال في المنطقة الحدودية، ولا يمكن تمرير نزف قطرة دم واحدة لأي أردني غيور على مقدساته وأهله في فلسطين، وهذه رسالة جيشنا المصطفوي التاريخية والحضارية والعقائدية، الذي يحمل السلاح بيد ويضمد جراح الشقيق الفلسطيني باليد الأخرى. هذا الجيش العظيم الذي ينهض بواجبات كبيرة في ظروف إقليمية ملتهبة، ليحمي حدودنا الغربية والشرقية والشمالية والجنوبية، وأجهزتنا الأمنية التي توفر الحماية للمسيرات «المنضبطة» التي تندد بالجرائم التي تقترفها قوات الإحتلال الإسرائيلي تجاه أهلنا في قطاع غزة وفلسطين المحتلة، وما قامت وتقوم به الدولة على كافة الصعد الدبلوماسية الإنسانية والوطنية والقانونية، تجاه وقف العدوان الإسرائيلي ونصرة القضية الفلسطينية، لا أحد يمكن أن يزاود على هذا الحمى، ولكن لا يجد البعض إلَّا استخدام أساليب التشويش ومحاولة إعاقة هذه المواقف النَّبيلة والقيم الثَّابتة التي تؤكد أن الأردن وفلسطين في خندق واحد، وهي أساليب لن تجدي نفعاً اليوم، مثلما فشلت بالأمس، ونحن على ثقة ويقين أنَّ مصيرها الفشل غداً وبعد غد، وفي المستقبل بإذن الله. عموما.. لا نريد المبالغة التي لا معنى لها للقلق من بعض الأصوات الناعقة على مواقع التواصل الإجتماعي، من حفنة من أردنيي الخارج، الذين لا يتمتعون بالمصداقية والشعبية المثيرة للقلق والتحسب، حتى ولو أوكلوا الذباب الإلكتروني بمهمة وضع المزيد من «اللايكات» على منشوراتهم المضللة، لأن الجميع يدرك أن الأردن بمواقفه وثوابته ، قد بات مستهدفا أكثر من أيّ وقت مضى، وأن حساسية ودقة المرحلة تتطلب من الأسرة الأردنية الواحدة الإصطفاف بخندق واحد خلف الدولة وكافة أجهزتها لمواجهة الحملة الشرسة التي تستهدف هذا البلد، وضرب استقراره وسلمه وأمنه الداخلي والخارجي