الهلال نيوز/ لعلنا نحظى بشرف الكتابة عن فضيلة الشيخ نوح سلمان القضاة رحمه الله، ولن يفوتنا ان نستذكر العديد من المحطات الهامة في حياته أثناء خدمته لهذا الوطن العزيز.
هذا الشيخ العلامة الشديد الإخلاص لعمله، ظل رمزًا وطنياً من أصحاب العزائم، والقلوب المشرقة دوما بنور الإيمان، وقبس التوحيد، متسلحا باليقين، وسكينة الحق، إذْ كان - رحمه الله - على درجة عالية من الورع والزهد، والفهم والفطنة، بسجله الأبيض.. بياض قلبه، النابض بتقوى الله تعالى، والانتماء للوطن الأغلى، والاخلاص للقيادة الهاشمية، ناذرا علمه وعمله، الى نور الإسلام في كافة بقاع الدنيا.
أبدا.. لا نسجل مديحا للعلامة القضاة، فهو في غنى عن اي مديح، لكننا نمر على قريته الطيبة «عين جنا» التي تغفو عزيزة على كتف «عجلون» الحانية، التي لن تنسى يوما صورته البهية، وسماحة وجهه، وبياض لحيته وقلبه، ونقاء سريرته..، كيف لا وهو الذي أدار جهاز الإفتاء في جهازنا العسكري، منذ العام 1972 وحتى عام 1992 بحنكة القياديين المؤتمنين، وفن العسكريين المخلصين، وحرص العاملين الذين ائتمنهم ولي الأمر على شؤون العباد، الى ان تقاعد برتبة لواء، ثم عمل بعدها قاضيا للقضاة، ومن ثم أستاذا للشريعة في جامعتي اليرموك وجرش. وفي العام 1996 تولى منصب سفير الأردن في طهران فنهض بواجباته، بدبلوماسية شيخ، وأمانة منتميا، لقيادته ووطنه واهله، الى ان عاد الى مهبط عشقه «الأردن» العام 2001، قبل ان يرتحل الى دولة الامارات العربية المتحدة، ليعمل مديرا للافتاء هناك، حتى صدرت الإرادة الملكية السامية العام 2007، بتعيينه مفتيا عاما للمملكة، وقد كان في فتاويه دوما - رحمه الله - متكئ على سعة علمه وفقهه، وما فتاويه الشهيرة المسبقة بخصوص التعامل بالبورصات، الا دليل واضح على انه اول المحذرين، من التعامل مع «وهم» تلك الشركات.
كذلك وهو يفتي خلال عمله مديرا لادارة الافتاء في الامارات، بأن سائق السيارة الذي يتوفى في حادث سير نتيجة السرعة الزائدة، رغم العلم بتحديد السرعة القانونية، هو في حكم «المنتحر»، وقد عدّ السرعة القانونية ملزمة فقها للسائق، كما هي ملزمة قانونا، لانها تبنى على معايير السلامة والمصلحة العامة.
كان الشيخ القضاة - رحمه الله - عنوانا للعلم والفقه واللطف واللين، مقتديا في ذلك بخير البشرية سيدنا ونبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كما عرف عنه دوما حثه على الوسطية التي لا غلو فيها ولا تفريط. ختاما فان الشيخ نوح سلمان استحق وسيظل يستحق منّا جميعا كل تبجيل، فهو الذي سجل سابقة نتمنى أن يحذو حذوه فيها كل مسؤول، وذلك حينما أعاد مبلغ 1,2 مليون دينار إلى خزينة الدولة، إذْ قدمها لتسد حاجة أخرى، في صالح الوطن والمواطن، حرصا منه على قوت الشعب، أمينا على مصالح المواطنين..، فنحن لا نزكيه على الله ولكننا نبتهل الى الله ان يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.