الفوضى.. والفراغ

الهلال نيوز/ بقلم: الدكتور حسن علي المبيضين

يعلم الجميع أن الفوضى الخلاقة وفق مفهومها السياسي الأمريكي والدولي هي ذات بواعث متجددة من التشوهات الفكرية والثقافية التي تسمح بوجود تيارات متضاربة المصالح ومختلفة التوجهات ومتباينة الأهواء ولا تكاد تستقر على حال يمكن التأسيس عليه ليكون أرضية صلبة لهذا الفكر أو ذاك. او هذا التيار السياسي أو ذاك. بحيث يفقد الجميع بوصلتهم نحو مسار النجاة الذي يتحقق معه الأمن والاستقرار..

وكلما زادت مساحات التناقض الفكري زاد الخوف والقلق على مصير الدول والشعوب على حد سواء.. لان الدول ستكون فاقدة للسيطرة على منابع التناقض والقوى التي تحمي هذا التناقض وتشكله.. وكذلك الشعوب ستفتقر لقادة الفكر المجتمعي الذين يسهرون على حماية هويتهم من الضياع او التدهور ... .

ولذلك فإن الفوضى المتحصلة من ذلك التناقض تعد فراغا متكاملا.. إذ لا يستطيع تيار ما أن يملأ المساحة كاملة في ضوء التنافس بين هذا التيار وذاك..

وعليه فإن على الدولة أن تراقب المشهد العام الذي أصبح مرشحا لمزيد من التناقضات ومرشحا لمزيد من الأهلية التي تقبل بأي طرح يملأ الفراغ الفكري والثقافي.. خاصة بعد نزع الدسم من الوسائل التي كنا نعدها عقل الدولة الجمعي في بداياته.. كالمناهج والاعلام وغيره..

ولذلك فإن معادلة الفوضى والفراغ تعطينا انفلاتا في التفكير وتشتيتا للرؤى وهدرا للطاقات وقتلا للوقت.. والنتيجة تحطيما للحاضر وتغييبا للمستقبل بالرغم من تناقص مساحة التفاؤل بهما ولهما على المدى المنظور على الاقل.

والسؤال الوجيه.. من يستطيع رسم استراتيجية وطنية مؤهلة لإعادة الثقة بالعقل الجمعي الذي تستنير به هذه الدولة أو تلك في خططها... رسما وتنفيذا وتقييما...