الملك ينحاز لشعبه

الهلال نيوز 

شكلت المحاور التي تضمنتها الرسالة الملكية منهاج عمل ورسالة واضحة وواقعية حملت دلالات ومضامين هامة للعبور نحو المئوية الثانية بقيادة جلالة الملك الذي لا تنام له عين ولا تغفل له ذاكرة وهو يرمق المستقبل المشرق ويعمل لبناء هذا الوطن الكبير بشعبه وبقدرته على العطاء والانجاز، يتلمس همومهم ويقف على احتياجاتهم فنهض بهذا الوطن رغم المحن والشدائد وجعل منه نموذجا متقدما حتى بات وطنا متطورا يشار إليه بالبنان بأنه الأقوى، والارسخ، والاثبت، بحكمة عبدالله الثاني ونهجه العادل الرشيد في الحكم؛ فالحمد لله أنْ اكرمنا الله تعالى، بقيادة تاريخية معطاءة، تمتد جذورها إلى أشرف البيوت واطهرها نعتصم بحبل الله، ونلتف حول راية آل البيت الأطهار، نجدد العهد، ونحمل البيعةَ أمانة في أعناقنا، وشرفاً نباهي به الدنيا.

الرسالة الملكية تعيد التأكيد على مدى اهتمام جلالته وحرصه، في التخفيف من معاناة أبناء شعبه، وإعانتهم في كافة الظروف والأزمات، والسعي الدؤوب والمتواصل للتخفيف على المواطنين تجسيدا للروح القيادية الفذة لجلالة الملك المبادر دوما والسباق، لكل ما يخدم المواطن ومصلحته، ويحول دون معاناته.

حفلت الرسالة الملكية بالعديد من المضامين التي تحمل دلالات كبيرة تؤكد بالنتيجة حكمة وحنكة جلالة الملك ووقوفه الدائم الى جانب شعبه ومصالح المواطن الأردني، وتحمل من المعاني السامية اثرها الطيب على ابناء الشعب الذين اوفوا بالعهد مع سادة آل بيت النبوة الأطهار، المنزهين عن كل رجس، المطهرين تطهيرا؛ بني هاشم الغر الميامن، بأن يبقوا الجند الأوفياء للوطن وقائده لكي تبقى الراية عالية خفاقه ترفرف في سماء الوطن هاشمية القيادة أردنية الولاء عربية الانتماء.

تأتي الرسالة الملكية لاستنهاض الهمم، ووضع المؤسسات الوطنية أمام مسؤولياتها تجاه مستقبل الأردن ضمن رؤية تشاركية يعمل الجميع على صياغتها وتنفيذها، وتكون عابرة للحكومات وتخضع لمتابعة شخصية من جلالة الملك.

الرسالة الملكية حملت دعوة واضحة إلى التمسك بالتفاؤل والنظر إلى المستقبل من خلال عمل جاد ضمن خطط وبرامج واضحة ومحددة، تبني على الفرص المتاحة والإمكانيات المتوفرة، وتتجاوز العقبات السابقة.

في هذا السياق لاشك في أهمية استعادة مساحات الحوار العام، والتصدي لمحاولات ضعاف النفوس بث السلبية والإحباط وزعزعة الثقة في المجتمع والوطن.

كما ينبغي التركيز على أن اتخاذ القرارات الجريئة دون تردد، تتطلب مسؤولين لا يتحصنون وراء البيروقراطية خوفا من تحمل مسؤولية قراراتهم، وفي المقابل يتوجب دعم المسؤولين الذين يتخذون مثل هذه القرارات، طالما أنها في إطار القانون.

جلالة الملك دائما يعطي دفعة قوية لتحفيز الجميع (حكومة ومؤسسات ومواطنين) للتمسك بقيم الإنجاز والإصرار على تجاوز التحديات بالعمل والابتكار والريادة، ونبذ السوداوية والتقليل من شأن المنجز الوطني الكبير الذي حققه الأردنيون طيلة قرن من الزمان .

بات ملحا الخروج من دوامة اللوم والتشكيك وتغييب الحقائق والمنطق والعقلانية وهذا يتطلب شراكة حقيقية بين الحكومة والمواطنين للتصدي للإشاعات والأخبار الكاذبة.

ولا يتردد جلالة الملك من التأشير على مواطن الخلل التي اعترت مسيرة الأردن في السنوات الأخيرة، ويؤشر على ضعف العمل المؤسسي والتلكؤ في تنفيذ البرامج والخطط والبيروقراطية والانغلاق في وجه التغيير وتغييب لغة الحوار الموضوعي، وتغول الإشاعة.

كما حملت الرسالة الملكية مضامين هامة سيما ورشة العمل الوطنية التي وجه جلالة الملك للبدء بها ، لوضع الرؤية الوطنية الشاملة وخارطة الطريق لإطلاق الإمكانيات لتحقيق النمو الشامل والمستدام، الذي يوفر فرص العمل ويساهم في توسيع الطبقة الوسطى.

في الرسالة تجديد لثقة جلالة الملك بإمكانيات الأردنيين ومقدرتهم على خلق واقع جديد ومستقبل يحقق الإزدهار والتنمية فالمواطن الاردني شريك أساسي في تسريع وتيرة التغيير الإيجابي والإفادة منه.

الرسالة الملكية سلطت الضوء على التحديات التي واجهت المملكة خلال السنوات الأخيرة، والتي هي انعكاس لأزمات إقليمية بالدرجة الأولى، وأثرت بشكل كبير على سرعة وتيرة مسيرتنا.

ملامح المرحلة المقبلة عنوانها التميز والإنجاز والإبداع والريادة، عبر النهوض باقتصادنا وبالقطاع العام وباستعادة الصدارة في التعليم، والعمل على ازدهار القطاع الخاص، وجذب الاستثمار، ومعالجة السلبيات في القطاع الإداري، وتحفيز القطاعات الواعدة و أهمية هندسة القطاع العام بطرق مبتكرة، لتقديم الخدمات للمواطنين بيسر وسهولة، وفقا للرسالة الملكية وكذلك أهمية العمل على تجسير فجوة الثقة بين الشعب والحكومات. والذي يبدأ بتبني الحكومات خططا وبرامج شاملة متكاملة، بأهداف