كثيراً ما نقوم بنعت إنسان ما بوصفه فاشلًا أو ناجحًا ومبررنا لذلك الوصف أن هذا الشخص يكون قد نجح في جانب معين من جوانب الحياة أو يكون قد فشل فيه!
ولكن المثير للجدل أنه لا يوجد إنسان ناجح على المطلق أو انسان فاشلٌ على المطلق فذلك الناجح في عمله قد يكون فاشلا ًفي أسرته وذلك المبدع في الدراسة والذي يحصل على أعلى العلامات قد لا تكون لديه القدرة على العمل ضمن فريق أو قد لا يكون ناجحاً في الحياة الخاصة، وذلك الذي أنجب الأطفال وكون أسرة تظهر على أنها ناجحة قد يكون فاشلًا في العمل وبالتالي لا يستطيع تأمين الحد الأدنى من المال الذي يكفي لإعالة هذه الاسرة التي كونها!
وتلك التي لم تنجح في الاستقرار في الزواج أو تكوين أسرة لربما كانت الأنجح في مجالات أخرى عديدة!
والأمثلة في هذه المجالات كثيرة تبدأ ولا تنتهي، ففي العلاقات الإنسانية يحب أن نترك مجالاً دوماً إما لإصلاح العلاقة أو لبترها ! (شعرة معاوية)
وهنا نستذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما….
فإطلاق الصفات على عنانها يعتبر -جزماً -من الخطأ، فكل شيء في هذا الكون – عدا خالق الكون- يخضع للنسبية ففلان ناجح في هذا القطاع أو هذا المجال وفلان فاشل في هذا المجال فقط .
ومن هنا جاءت نظرية الذكاءات المتعددة لتؤكد ما أرمي إليه في هذا المقال لأنها تنص على أنه لا يوجد إنسان على ظهر البسيطة لا يتمتع بالذكاء وإنما يختلف ذكاء فردٍ عن آخر ، فهذا لديه ذكاء معرفي وذاك ذكاء عاطفي وذاك حركي وموسيقى و.... إلى آخر الأنماط والأنواع، وإن كنت أنا شخصيًا ، مع الإيجابية في إطلاق الصفات فأنا أميل لإطلاق لفظ( طفل ذكي )على أي طفل لأنه ومن المؤكد أن هذا الطفل يتمتع بنوع أو أكثر من أنواع الذكاءات المتعددة ونعته بصفة (ذكي) يكون حافزاً كبيراً له للتطور والتقدم وبشكل كبير.
ولكني ضد إطلاق أي سمة سلبية على أي إنسان كَـ (غبي، ضعيف بخيل،...) لأن هذه السمة تحتمل النسبية ، فقد يحملها الفرد في فترة زمنية أو مرحلة عمرية أو موقف ما دون آخر ثم يتخلص منها ،ولكن لها من الأثر السلبي على النفسية ما لا يمكن أحياناً علاجه بسنوات.