دخل المنتخب الوطني في مرحلة التحضير المكثف للمواجهة القوية والمرتقبة التي تجمعه مع العراق بعد غد الاثنين، ضمن دور الستة عشر لكأس آسيا بكرة القدم والتي تستضيفها قطر حتى يوم الـ10 من الشهر المقبل.
وأصبحت الآمال معقودة على منتخب النشامى في المضي قدما نحو أدوار متقدمة، وهو الذي يحظى بكل أشكال الدعم والمساندة من الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم، فضلا عن المؤازرة الجماهيرية الكبيرة التي يجدها في قطر.
وكان منتخب النشامى تأهل للدور المقبل كأفضل ثالث بعد خسارته أمام البحرين بهدف وحيد.
وحل منتخب البحرين بصدارة الترتيب برصيد 6 نقاط، ثم كوريا الجنوبية «5 نقاط»، والنشامى «4»، فيما خرجت ماليزيا من البطولة رسميا برصيد نقطة واحدة.
لماذا خسرنا ؟
لا أحد لا يعشق الفوز وبخاصة في حدث قاري بهذه الاهمية، لكنْ ثمة ظروف وحسابات في بعض الاحيان، تجعل هناك ما هو أهم، لضمان الظهور بأمل أكبر في دور الستة عشر.
وكان من الذكاء والطبيعي ألا يفرط الحسين عموتا المدير الفني للنشامى بأي ورقة مهمة في المواجهة القوية التي تنتظرنا أمام العراق، حتى لو كلفه الامر الخسارة أمام البحرين، سيما أن المطلوب من دور المجموعات قد تحقق.
وارتأى عموتا إلى تجنب المغامرة باللاعبين الأربعة ممن يحملون البطاقات الصفراء وهم يزن العرب وإحسان حداد وموسى التعمري ونزار الرشدان، وهذه الغيابات الاضطرارية عن لقاء البحرين بلا شك تعد مؤثرة، بل وموثرة جدا.
ولم يظهر منتخب النشامى بالشكل الذي تمنته جماهيره عندما احتشدت بكثافة في ستاد خليفة الدولي، حيث كانت تتشوق لرؤية أداء يخلو من الفتور، والاستمتاع بأهداف جديدة وفوز تاريخي في أول لقاء مع البحرين بكأس آسيا.
وغابت عناصر الإثارة والتشويق عن مواجهة البحرين، وافتقر منتخبنا للحلول الهجومية الفاعلة وظهرت الثغرات في منظومتنا الدفاعية، بيد أن الفكرة والهدف لدى عموتا في هذا اللقاء كان يتمثل بمنح من لم يشارك في مواجهتي ماليزيا وكوريا الجنوبية، فرصة المشاركة وإثبات الذات.
وتجنب مواجهة اليابان والسعودية، والتوجه نحو لقاء العراق، ربما هو الافضل، تاريخيا ونفسيا.
وقبل انطلاق كأس آسيا خسرنا وديا أمام اليابان بنتيجة 6/1، وقبل ذلك بشهر كنا نخسر أمام السعودية في أرضنا وبين جماهيرنا بهدفين دون رد ضمن تصفيات المونديال.
وبطبيعة الحال، فإن ما سبق لا يعني أن مواجهتنا المقبلة ستكون سهلة، فالعراق يعد من أقوى المنتخبات في البطولة وهزم اليابان، بيد أن الحسابات وطريقة اللعب والتفكير ستختلف بالادوار الإقصائية، والآمال ستكبر، ودائرة الطموحات ستتسع، وتفادي مواجهة اليابان والسعودية وهما مرشحان بقوة للقب شيء ربما يحسب لعموتا.
اللقاء الثاني
تعد مواجهة منتخبنا الوطني أمام العراق بعد غد الاثنين، هي المناسبة الثانية التي تجمعهما معا في تاريخ بطولات كأس آسيا.
وفي نسخة 2015 والتي أقيمت في استراليا، خسر النشامى أمام العراق بهدف وحيد.
والتقى المنتخبان الشقيقان في آخر مواجهة لهما، العام الماضي عندما استضاف النشامى البطولة الودية وفاز يومها على العراق بفارق ركلات الترجيح 4/3بعد التعادل السلبي.
المواجهة المنتظرة
يعد المنتخب العراقي مكشوفا لمنتخب النشامى، والعكس صحيحا، بحكم اللقاءات التاريخية المتعددة التي كانت تجمعهما معا سواء على صعيد تصفيات كأس آسيا وكأس العالم أو من خلال اللقاءات الودية المتكررة.
وتتطلب مباراة العراق تحضيرا من نوع خاص على الصعيد الذهني والفني والبدني، حيث سنواجه منتخبا يعتمد على الكرات العرضية في تسجيل اهدافه، ويعرف جيدا كيف يستثمر اي ثغرات بدفاع منافسيه.
وعلى منتخب النشامى أن يعرف جيدا أن مباراة العراق في حال اجتيازها، فإنها قد تكون بمثابة الخطوة الأولى والأهم في التمهيد نحو تحقيق إنجاز فريد من خلال عبور دور الثمانية.
واجتياز العراق ماذا يعني؟، يعني تأهل النشامى لمواجهة الفائز من لقاء الامارات أو طاجكستان في دور الثمانية، وهنا تبدو الفرص قوية للذهاب نحو مربع الكبار في القارة الآسيوية، للمرة الأولى بتاريخ الكرة الأردنية.
وما يحتاجه النشامى اليوم هو الإيمان بالقدرات وإثبات الذات والقتال من أجل تحقيق الأهداف ، وبذل كل جهد ممكن في سبيل إسعاد الجماهير باستعادة نغمة الفوز عبر المحطة العراقية.
وبلا شك فإن مدرب النشامى الحسين عموتا سيكون أمام اختبار صعب لقدراته الفنية، وكيفية قراءاته لأوراق الخصم والتعامل معها، فبعدما نجح في الاختبار الاول ثمة الكثير ما ينتظره لتحقيق إنجاز جديد للكرة الاردنية.