الهلال نيوز/ نهاية هذا العام ليست كسابقاتها، في ظل حرب الإبادة التي تشنها «إسرائيل» ومن خلفها الولايات المتحدة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. من هنا، خصصنا هذه القائمة السنوية لكتب تقرّبنا من فلسطين، ضمن عناوين مختارة وجدناها ذات صلة بسياق الحرب المستمرة.
اخترنا في القوائم الإضاءة على خمسة عناوين عريضة، تبدأ من تاريخ فلسطين قبل النكبة، حيث يقدم عمّار الشقيري كتبًا تسعى للإجابة على سؤال: كيف كانت الحياة في أرض فلسطين قبل أن تطأها أقدام الصهيونية وتغيّر فيها وتشّرد أهلها؟ ليشمل عناوين تبحث في أحوال البلاد الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصادية في الفترة بين القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، وقف بعضها عند الفترة التي دخل فيها الاحتلال البريطاني أو الصهيوني، فيما تعدّى ذلك بعضها الآخر راصدًا التغيّر القسريّ الذي أحدثه الاحتلال الصهيوني في البنى الاجتماعيّة والاقتصادية وحتى العمرانيّة.
وتستعرض ريما العيسى كتبًا تناقش وتفنّد الجذور الأيديولوجية للحركة الصهيونية، التي ما تزال حقائق وعمليات تاريخية تشكل واقع فلسطين المحتلة، وتشرح الديناميات التي حكمت هذه الحركة على مدى أكثر من قرن من الزمان.
وبإضاءة خاصة على غزة، يقترح بلال شلش عددًا من الكتب التي تروي فصولًا من تاريخ المدينة والقطاع، القديم والحديث، سواء تاريخها المحلي، تاريخ الناس والأمكنة، ونصوص السير والمذكرات التي تكشف الكثير من الحكايا والتجارب، أو الكتب البحثية والأكاديمية التي تناولت تاريخ غزة الاجتماعي والسياسي، وحركتها السياسية ومقاومتها، خصوصًا خلال العقود الثلاثة الماضية.
وفي ظلال المعركة الكبرى التي تخوضها حركة حماس إلى جانب بقية فصائل المقاومة اليوم، يعرض ساري عرابي خمسة كتب تقدم لمحة على تاريخ الحركة، نشأتها وتطور عملها وفكرها السياسي، سواء بأقلام بعض قياداتها أو باحثين ممن حاولوا دراستها عن قرب، فيما هي اليوم تعيش الفصل الأكثر ملحمية في تاريخها هذا.
ولا تكتمل أي محاولة تأريخ أو بحث في سير الفلسطينيين وقضيتهم ومقاومتهم دون الإضاءة بشكل خاص على الحركة الأسيرة، التي انضم لصفوفها خلال الحرب الدائرة ألوف من الأسرى الجدد، والتي لم تكف يومًا عن لعب دور رئيس في مسار القضية الفلسطينية، بل ظلت دومًا جزءًا أساسيًا من توجيه المسار الفلسطيني ككل، انطلاقًا من شرعية مكتسبة في النضال. من هنا، اختار عمّار الشقيري كتبًا تضيء على تجربة الأسرى الفلسطينيين في المعتقلات الإسرائيلية، وأخرى كتبوها أنفسهم من قلب السجون.
قد يكون من الصعب في ظل الأهوال القائمة أن يبتعد أحدنا عن شاشات القنوات الإخبارية وصفحات العواجل والمستجدات التي لا تتوقف، لكن هذه الكتب قد تقدم مدخلًا لمن دفعته الحرب لمحاولة التعمق في فهم أبعاد القضية التي وصلت بنا إلى اللحظة الحالية القاسية.