2024-10-16 - الأربعاء

شؤون محلية

عمان الخمسينيات.. نقل البنك العربي لساحة فيصل وظهور الفلل والقصور الجميلة

عمان الخمسينيات.. نقل البنك العربي لساحة فيصل وظهور الفلل والقصور الجميلة
الهلال نيوز :  
الهلال نيوز/ محمود كريشان
عمّان.. دوما وابدا.. قصة عشق يتناغم فيها، باستثنائية جميلة، الزمان والمكان والسكّان.. المدينة التي تتمتع بروح متيقّظة، تحرس أبناءها وتحميهم من غدر الشرور.. هذه الصبية الفاتنة، نمت وتطوّرت لتكون على الدوام، في كل زاوية وزقاق، مصدر جذب وإلهام للفن والإبداع.
عمّان وكما ورد في كتاب «عمان حكاية الناس والتلال.. عمان .. مسيرة إنجاز ترسخ المدينة العصرية» الصادر عن أمانة عمان الكبرى، بأن عمان كما ذات الجاذبية الخارقة، يتنقل فيها الزمان بكل يسر واطمئنان بين العريق والحديث، في سيمفونية من الجمال تعزف الطبيعة العمّانية كما تحب الطبيعة أن تكون.. ولعمّان حكايتها مع مواطنيها، تتعدد فصولها بتعدد ألوانهم، وتمتاز ببصماتهم العريقة التي تشد انتباه الفنانين وتربكهم أحيانا، وتغريهم، في الآن نفسه، بالوصول إلى السمو الإبداعي الذي طالما تاقوا إليه..
التحوّلات الحديثة
على الرغم من كل التوترات والضغوط، ظلّت عمّان تتطور خلال الخمسينيات والستينيات. وكانت الإشارات الأولى للحداثة الثقافية قد بدأت بالظهور بشكل جلي. وازداد الاهتمام بتعليم المرأة كما وازداد دورها في المجتمع، وأصبحت دور السينما والمقاهي أماكن اجتماع ولقاء أغنت الحياة الاجتماعية للمدينة، وبدأت هذه الدور والمقاهي تنتشر في مختلف أرجاء عمّان، حتى أن فن العمارة لتلك الحقبة بدأت تظهر عليه معالم الحداثة وطراز «الآرت ديكو» التي امتزجت بأساليب البناء الحجري التقليدية في بلاد الشام، والذي ما يزال ظاهراً إلى اليوم على بعض المباني والمنازل في وسط المدينة وجبل عمّان وجبل اللويبدة، التي تعود لتلك الفترة، كما بدأت الحياة التجارية لعمّان بوضع أساسات وثوابت راسخة لها، فمن المحلات التجارية العائلية الصغيرة، ومكاتب التجارة والمعامل الصغيرة التي ظهرت خلال العشرينيات والثلاثينيات، ظهرت العديد من الشركات التجارية الكبيرة خلال الخمسينيات، وظلّت النشاطات التجارية لعمّان وطبقة التجار فيها تدفع التطور الاقتصادي الفتي للمدينة قدماً.
وبينما شهدت عمّان تطوراً أكبر ومبانٍ أكثر، أصبح موقع عمّان كمركز تجاري يزداد أهمية، وبدأت الأعمال التجارية باقتحام مستويات جديدة من خلال القطاعين الخاص والعام، مثل إنشاء شركة مصانع الإسمنت الأردنية التي تأسّست عام 1951 والبنك الأهلي الأردني الذي تأسّس عام 1955 ، كما نقل البنك العربي مقره من القدس إلى عمّان واحتل بناية كبيرة على ساحة الملك فيصل، ليعكس بابه النحاسي الضخم دور النشاط التجاري في الحياة.
ومما يشهد على استقرار الأردن واستمرارية التنمية الحديثة في العاصمة عمّان، تواصل نشاط الأعمال التجارية للمؤسّسات والشركات المذكورة، حيث استمرت بالعمل والتطور والنضوج إلى يومنا هذا، فقد كان الأردن من الأماكن القليلة التي استطاعت فيها ثقافة بلاد الشام التجارية أن تستمر بعيداً عن تجارب التأميم التي سادت المنطقة العربية في الخمسينيات، كانت أبواب عمّان مفتوحة على الدوام للمبادرات الخاصة والأفكار المبادرة، مما سمح للقطاع الخاص والأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة والكبيرة بأن تلعب دوراً مهماً في تطوّر المدينة ونموها، ومع نمو وتطور الاقتصاد برز دور العمال والمؤسّسات والاتحادات المهنية، وبدأت النقابات المهنية بالظهور، حيث لعبت دوراً مهماً في تطوير الحياة السياسية للأردن إلى جانب دفاعها عن حقوق العمال وتنظيم المهن.

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 74

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 76