2024-12-05 - الخميس

شؤون محلية

نفرح معاً بعيد الميلاد المجيد ونُبشر الدنيا أن «الأردن بخير»

نفرح معاً بعيد الميلاد المجيد ونُبشر الدنيا أن «الأردن بخير»
الهلال نيوز :  
كتب : محمود كريشان
لا شك أن الأردنيين مسلمين ومسيحيين، يتحدون في مزيجٍ ديني متشابك، تحت مظلة الوطن الواحد، الذي بات الكثيرون يحسدونهم عليه، حيث أن رسالة السلام ستبقى على الدوام، مشعلا يضيء للبشرية دروبها المظلمة، لنعلن للعالم النعمة التي تحل علينا بالعيش الأمن في هذا البلد المبارك بقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني.. هذه القيادة الحكيمة الدؤوبة على رعاية هذا الشعب في ظل الصعوبات والظروف الإقليمية والدولية، لنقول للعالم أجمع إننا في الأردن ماضون في مسيره البناء جسدا واحدا.. ونبشر الدنيا أن «الأردن بخير»..
ونتوقف هنا بإعتزاز عند احدى القصص الناهضة من أرض الواقع الأردني الطيبة، يجسدها الشعب الواحد، وهو ما رواه الأديب الكبير والشيخ الجليل المرحوم روكس بن زائد العزيزي حيث قال: انه وعندما ذهب الى الكرك مطلع شبابه للتدريس في إحدى مدارسها، وعندما دخل أحد الفصول المدرسية قال للطلبة: الطالب المسلم يقف، فوقف بعض الطلاب وطلب منهم الجلوس وأعاد السؤال: الطالب المسيحي يقف، فوقف بعض الطلبة، ولاحظ طيب الذكر والذكرى المرحوم العزيزي، ان أحد الطلاب لم يقف مع المسيحيين ولا مع المسلمين فسأله: أنت «مسلم» وإلا «مسيحي»، وفوجئ الأستاذ روكس بالطالب وهو يرد واثقا وباعتزاز قائلاً: «يا أستاذ أنا كركي»!..
وتتواصل الحقائق التي نعيشها في هذا الوطن الذي تستنشق أسرته الواحدة، «هواء هاشميا».. ما أنقاه وما أغلاه.. ان الأهالي المسلمين في القرى التي يتواجد فيها المسيحيون يرسلون ابناءهم قبل ان يذهبوا الى الصف الاول في المدارس الحكومية كانوا يرسلون اطفالهم الى مدرسة اللاتين لمدة عامين للدراسة فيها، فلا الطلبة المسلمون يتركون صفوفهم عندما تكون الحصة عن الدين المسيحي، كما لم يكن الطلاب المسيحيون يغادرون الحصة عندما تكون عن الدين الاسلامي الذي يدرس في مدارس اللاتين والمدارس الحكومية.
وقس على ذلك كيف تكون مشاعر أخوية متبادلة تحمل ارقى معاني التسامح والحب عندما يحل شهر رمضان المبارك فتقوم العائلات المسيحية بإحترام مشاعر جيرانهم من المسلمين بعدم تناول الطعام بالجهر وتبادل اطباق الاطعمة فيما بينهم عندما يحل وقت الغروب وموعد افطار الصائمين، وكذلك الحال في الاعياد حيث يواظب الجميع على تبادل التهاني والتزاور في اجواء اخوية عز نظيرها في هذا العالم الواسع.
ولا شك إن الصورة المشرقة التي عكسها الاردن طوال تاريخه الممتد منذ فجر التأسيس وحتى يومنا هذا، تؤكد في جملة ما اكدت عليه حقيقة النهج المعتدل الذي كرسه الهاشميون في المشهد الوطني وهم يجعلون من الأردن النموذج الذي يُحتذى في الاخاء والمحبة والتعاون والتكافل وضرب الأردنيون أروع الأمثلة في التسامح الديني والإلتحام الوطني في إطار سياسة هاشمية حكيمة ترى في الاساس حرية العبادة وحق المواطن في ممارسة شعائره الدينية بدون وصاية أو عسف أو منع أو تزمت، وبعيدا عن أي غلّو او تشدد او تطرف.
وبالطبع فان مناخات التسامح والآخاء والعيش الآمن والتعايش المشترك الذي يجمع الأردنيين انما هو نتاج حكمة هاشمية وبُعد نظر القيادة الفذة وقراءتها العميقة للتاريخ والجغرافيا، وحرص الأردنيين على تكريس نموذج المحبة والاخاء والتسامح.
مجمل القول: إننا في أردن الوئام والسلام، نفرح معاً بعيد الميلاد المجيد، ونتطلع معاً إلى عام جديد، مليء بالمحبة والخير والعطاء، ونقف صفا واحدا، متحدي الضمائر والأفئدة خلف قيادتنا الحكيمة والرشيدة، ملتفين حول ربان سفينتنا وحادي ركبنا جلالة الملك عبدالله الثاني، وهو يقودنا نحو السلام، بحكمته ومواقفه المشرفة التي عبر عنها الهاشميون في كل المواقف القومية والعربية على مر التاريخ، وكل عام وأردننا وقيادتنا الهاشمية الحكيمة وجيشنا العربي الأبي وأجهزتنا الأمنية الساهرة وشعبنا الواحد بألف خير.

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 74

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 76