يثبت كل يوم كما أثبت على الدوام جيشنا العربي الباسل، أنه عند حسن ظن قيادته وشعبه به، وانه العين الساهرة واليقظة، التي تتابع وتخطط وتحسن إلتقاط اللحظة المناسبة والحاسمة، لهزيمة المتربصين شراً ببلدنا وشعبنا، والقضاء على مكرهم وشرورهم، وفي العمل بعيد المدى الهادئ والرصين والعلمي وغير المختلط بأي إدّعاءات أو مظاهر أو سعي للأضواء، إنما العمل من أجل الهدف السامي الذي يُجمع عليه الأردنيون قيادة وشعبا وأجهزة عسكرية وأمنية ومدنية، وهو حفظ أمن هذا البلد وإستقراره وتكريسه نموذجاً بالأفعال لا بالأقوال، وبالإرتباط الوثيق بين الشعار والعمل الميداني، وفي المراكمة على الإنجازات، وهي تجربة أردنية طويلة وعميقة بإمتياز، تميزت بالثقة بالنفس والإيمان اولاً وأخيراً، بالعزيز القادر سبحانه وتعالى.
إن القراءة المتواصلة لإستخلاصات معركة تصفية والقبض على المجموعات الإرهابية والتخريبية على الحدود الأردنية مع سوريا الإثنين الماضي، ووضع نهاية سريعة لمجموعة شريرة ظنت لفرط سذاجتها وضحالة تفكيرها، وسوء تخطيطها، أن إستهداف الأردن سيكون سهلاً وأن العبث بأمنه وإستقراره ممكن، لكن خاب فألهم وإنهار مخططهم وإنتهت إلى غير رجعة تهديداتهم، لأنهم أدركوا أن الأردن عصّي على الإختراق، وأن رجالاً نذورا أنفسهم لدحر الأعداء ورد كيدهم، وقفوا لهم بالمرصاد، وكانت الهزيمة في إنتظار المجموعة الشريرة، التي ستكون نهايتها البائسة درساً للإرهابيين، وعبرة عليهم إستخلاصها قبل فوات الأوان، وهي "عدم الإقتراب من الأردن" الذي سيواصل حربه بلا هوداة ضد الإرهاب، بكافة صوره وأشكاله.
ما حدث على حدودنا الشمالية، يضيء على جملة من الحقائق والمؤشرات، التي يجب أن تخضع الآن ودائماً إلى مزيد من التمحيص والتدقيق وإستخلاص العِبرِ والنتائج ودائماً في الثقة بيقظة وجهوزية وبسالة نشامى جيشنا العربي وعلى كل المستويات، كون ما حدث وما إنتهت إليه العملية العسكرية الدقيقة والمخطط لها بعناية ومسؤولية، لم يكن مفاجئاً على الصعيد العسكري والأمني بالذات، لأن الأمور منذ البداية كانت تحت السيطرة، وما أن حانت لحظة إحباط مخطط عصبة الأشرار حتى تحركت قوات حرس الحدود وأجهزتنا الأمنية، كي تضع حداً لتلك الفئة، وتُحطم "رؤوس الأفاعي" قبل أن تفقس شرها وحقدها، حيث يبدو أن مروحة إستهدافاتهم واسعة، بما يترافق من زعزعة للأمن الوطني.
إن تداعيات وأصداء العملية النوعية التي أحبطتها قواتنا المسلحة ما تزال، تتردد في جنبات المشهدين الوطني الأردني والإقليمي العربي بأبعادهما الدولية، وبخاصة أن الحرفية والشجاعة والبسالة والتخطيط العميق والمتابعة الدقيقة والتنسيق مع أجهزتنا الأمنية والتنفيذ البارع للقبض والقضاء على المجموعة التي سقط أعضاؤها قتلى، فيما ألقي القبض على عدد آخر، قد أضاءت على حجم وطبيعة الجهوزية العالية واليقظة، التي تحلى بها فرسان قواتنا المسلحة الجيش العربي وكل القوى الخاصة والمدربة تدريباً خاصاً وعالياً لمواجهة الارهابيين، والتعامل مع مخططاتهم الإجرامية، وتجنيب المدنيين والممتلكات الخاصة والعامة أي أضرار جانبية.
ما نريد أن نقوله: من يقترب من حدودنا سيكون رد نشامى جيشنا صاعقاً وقاتلاً ودرساً قاسياً لن ينساه خوارج العصر ولا مجوسه، والمتعاطفين معهم والداعمين، ومحاولاتهم البائسة تحويل الأردن إلى ساحة لجرائمهم، أو ممراً ومعبراً لممارسة أعمالهم التخريبية، التي نجحوا في إرتكابها على ساحات ودول اخرى، وهي إشارة واضحة لكل متابعي المشهد الأردني بتجلياته، والخصوصية التي يتميز بها عند الشدائد والمحن، وهي التمسك بالوحدة الوطنية والوقوف صفاً واحداً خلف قيادته الهاشمية الحكيمة والفذة ،التي لم تتوقف للحظة واحدة عن إتخاذ كل الخطوات والإجراءات الميدانية والتدريب العالي لنشامى قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، كي يبقوا على يقظة وجهوزية، وإستعدادا لمواجهة وإحباط كل محاولات الخوارج والأشرار للمسّ بأمننا الوطني، أو تعريض إستقرارنا لأي مخاطر او هزات