2024-10-17 - الخميس

كتاب الهلال

77..والأردن طاهرٌ نقي بسواعد الجند والمدنيين

77..والأردن طاهرٌ نقي بسواعد الجند والمدنيين
الهلال نيوز :  
77..والأردن طاهرٌ نقي بسواعد الجند والمدنيين
الكاتب:بلال الذنيبات
شكلت المملكة، وخلال عقودٍ سبع، قصص نجاحٍ، وإمثولةً تبعث برسائل التحدي والإقدام في مواجهة التحديات والمصاعب، فمن منطقة فقيرة الموارد ويعاني أهلها الأمية والهوان الحضري، إلى منطقةٍ باتت تعد محجاً لريادةِ الأعمال ويحظى أبنائها بمكانةٍ مرموقةٍ في العلم والحضارةِ والمكانة بين الأمم والشعوب.
فقد نجحت القيادة الهاشمية، في إدارة الندرة بحكمةٍ وروية، مكنت هذه المنطقة من إحتلال مكانتها المستحقة على الخارطة الدولية، في الإقتصاد والصناعة والموارد البشرية، مرعية بالرعاية الهاشمية مذ عهد مليكنا المؤسس عبدالله الأول، وحتى الثاني المعزز حفظه الله، وأمده بمديد العافية والقوة في مواصلة معترك البناء والسمو.
فعلى صعيد الصناعة، كانت للصناعات التحويلية والإستخراجية وعلى رأسها الفوسفات والبوتاس دوراً في تدعيم الإقتصاد الوطني، وخلق تفاعل إجتماعي إقتصادي مؤثر، إلى الصناعة الدوائية والمستلزمات الطبية، التي نجحت في جائحة كورونا كإختبار لها ولمكانتها ولإمكانتها فكانت شريكة في الحراك العالمي لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، عبر توفير الكمامات، والتي لم تنحصر في التجارة الدولية فقط، بل وإمتدت إلى تمثيل القيم الأردنية الهاشمية المتأصلة في تقديم مساعدات للولايات المتحدة أثناء الجائحة.
وعلى صعيد الأمن، وما حققته المملكة من منجزٍ أمني رائد، كانت لتكاملية الأدوار التي عملت عليها مؤسسات الدولة، دوراً في تعزيز الأمن الوطني الشامل، غير المقصور على الأمن المادي فحسب، بل والممتد إلى الأمن الغذائي والطاقي والإقتصادي، إلى جانب المهارة الأردنية في إدارة الندرة المائية، والتي عملت المملكة على مواجهتها بحسن التخطيط والإدارة الحصيفة.
فقد أولى جلالة الملك عبدالله الثاني الأمن الغذائي عناية خاصة، في التعامل مع قضايا التغير المناخي ونقص إمدادات الغذاء تزامناً مع جائحة كورونا العام 2020، والأمر الذي انعكس عبر مشاريع الأمن الغذائي في العديد من مناطق المملكة، والدعم الذي تقدمه المؤسسات الحكومية المختلفة للقطاع الزراعي والحيواني في المملكة.
ومن أجل الصدفة، كنت بالأمس القريب في أحد تلك المشاريع في ضاحية المرج بمحافظة الكرك، في نزل السيدة الفاضلة أماني البشابشة، حيث أن المشروع لقي عطفاً ملكياً حينما زارته جلالة الملكة رانيا العام 2019، وكانت باعثاً لإنشاء مدرسة لتعليم صناعة الجميد أحد مكونات الثقافة الغذائية الأردنية.
وكانت المبادرات الملكية، والتي هي أكثر مما يمكن إحصاءها داعمة على الدوام لمشاريع ريادة الأعمال، في قطاعات الغذاء والتكنولوجيا الزراعية، وتكنولوجيا المعلومات والذكاء الإصطناعي والريبوت، ولا زال الشّباب الأردنيين وهم محط الرعاية الملكية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي العهد الأمير الحُسين، يضربون الأمثلة على الدوام في المشاركة الفاعلة بالثورة الصناعية التقنية التي يشهدها عالمنا اليوم.
وشكلت العقود السبع من عمر الدولة، قصة ريادية في مجال الأمن المعنوي والمادي، فقد نجحت مديرية الأمن العام وعبر تاريخها الممتد، منذ تشكيلات قوات الدرك التي قدمت شرق الأردن مع الملك فيصل وحتى نشأة الإمارة على يد الملك المؤسس عبدالله الأول وتأسيس القوات المسلحة-الجيش العربي، وحتى إنفصاله عنه ليكون جهاز الأمن العام، الحاضن تاريخياً للدفاع المدني وقوات الدرك، والتي إرتأت الرؤى الملكية بقاءهما يدًا واحدة في طائر العقاب الحامي والحاني معاً على وطننا الحبيب.
وبذلت مديرية الأمن العام جهودًا كبيرة، في الذود عن حياض الوطن، فواجهت الجريمة بمختلف صنوفها، وواصلت ضرب أوكار المخدرات، ومحاربة التطرف والإرهاب، اللذان كانا يسعيان في النيل من منعة المملكة، وعزة وعنفوان أهلها، الأمر الذي لم يستقم لتلك الفئات الباغية بفضل هذه الزنود السمر القابضة على جمر الحياة نيابةً عن إخوانها وخواتها، تبغي تمثل قيم الهاشميين في نشر الخير والأمن بأثمن الأثمان.
ويمثل يوم الخامس والعشرين من أيار، مناسبةً ليس للتوقف على الأطلال، وتعديد المناقب، بل مناسبة للإستذكار وتعلم الدروس والعبر من التحديات التي واكبتها مملكتنا الفتية، والتي خلقت من رحم الصعاب والمشاق، وكانت بفضل رجالاتها الأوائل خليقة بأن تكون نموذجاً في التحدي والنمو رغم المخاطر المحدقة، وتعقد الظروف التي نشأت في كنفها.
فعلى الصعيد السياسي، تمكنت المملكة من تكوين سمعة دبلوماسية ضاربة الجذور في أعماق المجتمع الدولي الذي يمور بالتقلبات والعلائق المتشابكة والصراعات عبر الزمن، فكانت حكمة الحسين، وحنكة عبدالله الأول وتصميم عبدالله الثاني وروح الحسين الثاني الشابة ماثلة في صناعة الأردن من ضعف، إلى جانب الرجال المخلصين من أبناءه الأبرار الذين لم يتوانوا يوماً عن الموتِ في سبيله وكي تبقى عيونه قريرة هانئة نور على نور لا يمسسها الضيم ولا الحرور.
ولقد نجحت المملكة، في جعل رسالة السلام والأمن رسالة يحملها الهاشميين عبر التأريخ للعالم بأسره، عندما تابعت البعثات العسكرية والطبية الأردنية في مختلف أصقاع الدنيا دأبها في حفظ الأمن المجتمعي لمناطق النزاعات والكوارث عبر قوات حفظ السلام، والإستجابة للأزمة اللبنانية، وزلزال القرن الذي ضرب مطلع العام لواء الإسكندرون الحدودي بين تركيا وسورية، والتي لا زالت أثارها ماثلة حتى اليوم.
وساهمت الأردن، في ترميم العلاقات العربية البينية حينما إستضافت إلى جانب الشقيقة السعودية وإحتضنت حوارات عمان التي أثمرت فيها إعادة سورية إلى حاضنتها الجامعة العربية بعد عقد من التفتت في تلك العلاقات، مما يجعل الأردن لاعباً كما كان مؤثراً على الساحة العربية يحمل رسالة السلام والأمن والوفاق لبني قومه.
وكما كانت على الدوام، إرثاً للهاشميين منذ أن تخلى الشريف الحسين بن علي رحمه الله عن المكاسب والمغانم لأجلها، وإستشهد عبدالله الأول على ثراها، واصل الهاشميين على الدوام رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي المقدسة في فلسطين.
ختاماً، لا يسعني إلا توجيه التحية والإجلال لأرواح الشهداء  من عسكر ومدنيين الذين نذروا روحهم للوطن، وقدموها غالية على مشبك الحرية والعفاف والكرامة التي لم ولن تبقى إلا حال عروستنا الأثيرة الأردن رغم الطامعين بطهرها وعذريتها ممن بهم مرض.

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 74

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 76