«الفحيـص» طرف «شماغ ناهض» و«وجه وصفي» و«نجوم حابس»..

الهلال نيوز/ محمود كريشان

إنها الفحيص تلك الأردنية.. هي ضحى ومضارب عسكر.. ترتدي مدرقة من رماح وسنابل، وأهلها الكرام يعلنون الحزن النبيل، على جراحنا المتناثرة في «غزة هاشم» وكل أرضنا الطاهرة في فلسطين المحتلة، حيث تختفي كافة المظاهر الاحتفالية بمناسبة قرب حلول عيد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية والاقتصار فقط على الشعائر الدينية بمناسبة الأعياد المجيدة.

الفحيص.. وكما قال شاعرها النبيل، وعاشقها الجميل، الشاعر الراحل «العاشق للأردن» جريس سماوي، هي قصة قديمة قدم التاريخ، وقصة ميلاد السيد، وأهلنا في هذه البلاد المقدسة، يحتفلون بميلاد رسول المحبة والعدالة والتسامح سيدنا يسوع المسيح عليه السلام.. اليوم.. وكل يوم.. ياسمين الفحيص يتكئ على ورد السلط وزيتون ماحص، والأهالي يسابقون طيور الصباح ليسروا مع الفجر باتجاه مدينتهم القدس الحضن الحميم والدافئ حتى إذا ألمت بهم أحداث الحرب العالمية الأولى هاجر أهالي هذه البلدة وجمع من السلط عام 1918باتجاه أمهم «القدس» هربا من بطش العثمانيين، بعد أن انتصروا للثورة العربية الكبرى، وإنحازوا لها ضد الاستعمار العثماني الإقطاعي لهذه البلاد..

في حضرة الفحيص.. ثمة شظايا نلمها، ونعيد صياغتها، لعلها تكتب حروف الكلام المستحيل، مع انعطاف الهوى نحو زمان عتيق، نسند الروح فيه، على طرف «شماغ ناهض» وهو في غربته الطيبة، ونوغل في حلم يقظة لعلنا نرى «وجه وصفي» و «نجوم حابس».. وبهجة الأطفال وهم يرتدون الفرح، ويرتلون أناشيد «الأردن» و»الميلاد»، ونستعيد رؤى الماضي البعيد وملامح المستقبل.. وصدى صوتهم يمتد ويصعد في رائعة الشاعر الأردني سليمان المشيني:

أنا الأُردن

أنا والمجدُ والتاريخُ والعلياءُ والظفرُ

رفاقٌ .. منذُ كانَ البَدْءُ والإنسانُ والعُصُرُ

مِنْ سمائي شَعَّ نورُ الحقِّ يَهْدي البَشَرِيَّهْ

مِنْ رُبوعي سارَ رَكْبُ الخيرِ رَكْبُ المَدَنِيَّهْ

أهل الفحيص كما أهل هذا البلد الطيب قالوا: نقف صفا واحدا، متحدين الضمائر والأفئدة خلف قيادتنا الحكيمة والرشيدة، ملتفين حول ربان سفينتنا وحادي ركبنا يقودنا نحو السلام، بحكمته ومواقفه المشرفة التي عبر عنها الهاشميون في كل المواقف القومية والعربية على مر التاريخ.. كما واننا لن نسمح لأي مغرض أو حاقد ان ينال من حريتنا، أو أن يعبث بأمننا وإستقرارنا الوطني الداخلي، نمضي بخطىً واثقةً وثابتهً خلف قيادتنا الهاشمية، نسيجاً مجتمعياً ووطنياً واحداً لا تزعزعه الرياح العاتيات، أو أدناس الزمان الغابرة..

مجمل القول: إنه ميلاد رسول المحبة، هو إحتفال حزين بتجديد الأمل، ويحيي بالنفوس الفرج المرتقب، وأن رسالة السلام ستبقى على الدوام، مشعلا يضيء للبشرية دروبها المظلمة، ونعلن للعالم النعمة التي تحل علينا بالعيش الأمن في هذا البلد المبارك بقيادة جلاله الملك عبدالله الثاني.. هذه القيادة الحكيمة الدؤوبة على رعاية هذا الشعب في ظل الصعوبات والظروف الإقليمية والدولية، لنقول للعالم أجمع إننا في الأردن ماضون في مسيره البناء جسدا واحدا.. ونبشر الدنيا أن «الأردن بخير»..