أجمعت فعاليات شعبية وشبابية وأكاديمية في محافظة اربد على أهمية إعلان حالة إستنفار وطوارئ من أجل مواجهة آفة المخدرات التي أصبحت تنتشر بشكل كبير وملحوظ وتتسبب بشكل مباشر في تدمير المجتمعات والأسر وتؤدي لضياع حياة ومستقبل متعاطيها وتقود لجرائم مروعة عواقبها خطيرة .
وشددت الفعاليات على ضرورة اعادة النظر بالتشريعات والقوانين المعمول بها والعمل على تغليظ العقوبات بحق المتاجرين والمروجين لحبوب المخدرات لا سيما المكررين لا سيما ان كثيرا من الباعة يعودون مجددا لترويج الحبوب المخدرة بعد خروجهم من السجن وانتهاء مدة محكوميتهم
وقال الناشط الاجتماعي في اربد قاسم الداوود ان مواجهة المخدرات تستدعي بالدرجة الأولى إتخاذ إجراءات رادعة بحق المروجين والتجار لهذه الحبوب وان لا يتم الإكتفاء بتحويلهم للإقامة الجبرية بعد خروجهم من السجن ،لا سيما ان الغالبية منهم يعودون لممارسة البيع والترويج ، فيجب ان تغلظ العقوبات بحقهم خصوصا المكررين منهم لحماية المجتمع من هذه الفئة التي تنخر بالمجتمع وتدمره .
وزاد ان الأسرة عليها دور كبير في حماية الأبناء من المخدرات من خلال المراقبة ومتابعتهم والاستفسار عن أصدقائهم الذين يقضون معهم أوقات طويلة .
وشدد على أهمية إبلاغ الاهل عن الإبن حال اكتشافه بتعاطي المخدرات وعدم السكوت عن ذلك والتوجه به للعلاج الذي يتوفر مجانا بالتنسيق مع قسم مكافحة المخدرات ، لا ان ينتظر الأهل حتى تتطور الأمور ويتحول الإبن للإجرام والسرقة حتى يوفر لنفسه ثمن المخدرات، مؤكدا على أهمية ترسيخ ثقافة مجتمعية بين الأهالي تجاه المخدرات لتحصين الأبناء من هذه الآفة .
وأشاد الداوود بجهود رجال مكافحة المخدرات الذين يبذلون جهود مضنية في تتبع عصابات المخدرات وضبطهم الى جانب حملات التوعية والتثقيف المستمرة لمحاربة هذه الافة .
ووصف منسق هيئة شباب كلنا الاردن في اربد سامر مراشدة المخدرات ب « الإرهاب الخفي» الموجود بيننا وعلى مقربة منا في ظل إنتشار المخدرات وتداولها بين الشباب بسهولة.
واضاف ان التعاطي لم يعد مقتصرا على الطبقة الفقيرة كما كان في السابق للهروب من الظروف المعيشية وانما امتد للفئات المختلفة والغنية مشددا على ضرورة مواجهة المخدرات بشراسة وإعلان حرب عليها من كافة فئات المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني والأجهزة الرسمية لمنع اتساع إنتشارها .
واشار مراشدة الى ان كثيرا من المسلسلات والأفلام تتطرق الى مشاهد حول تعاطي المخدرات وطرق تهريبها و بصورة تشجع على تداول هذه الحبوب من خلال إظهار المتعاطي بحالة فرح ونشوة وصولا الى حالة الثراء التي ترافق من يقوم بتهريبها ، مؤكدا ان هذه الصورة تترسخ في أذهان البعض وبالتالي تحفز الآخرين نحو التفكير والربط بما شاهده والواقع الذي يعيشه عبر تقليد ما يشاهده بهذه المسلسلات .
ولفت الى وجود خلل أسري كبير إذ ان كثيرا من العائلات تترك أبنائها بلا رقابة ومتابعة لا سيما خلال ساعات الليل ، حيث ان الوالدين يغرقون في النوم ويقضي الأبناء أوقات طويلة و متأخرة خارج المنزل حيث يتأثر العديد منهم برفاق السوء وينجروا نحو المسكرات والمخدرات .
وقال أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك الدكتور فايز صمادي ان كثيرا من الأسر لا تلعب دورا برقابة ومتابعة أبنائها فلا أحد يعرف عن الآخر نتيجة مؤثرات عديدة مرتبطة بالثورة التكنولوجية والمعرفية والإنفتاح الحاصل محذرا من تنامي انتشار المخدرات .
واضاف ان دور الأسرة جرى تهميشه ولم تعد تلبي دورها الرئيسي المتمثل بالمراقبة والمتابعة وتوجد مصادر عديدة للتنشئة الاجتماعية كالإنترنت ومؤسسات المجتمع المدني التي تروج لأفكار خارجة عن أعرفنا وتقاليدنا وديننا ، مشددا على أهمية ضبط بيئة الأصدقاء الذين لهم تأثير مباشر على بعضهم البعض .
وزاد الدكتور صمادي نجد شابا عاطلا عن العمل لكنه يعيش برخاء حيث يؤمن له والديه مصروف يومي مرتفع فنجده يحمل هاتفا ذكيا باهظ الثمن ويقود مركبة حديثة تحتاج لمصروف عال من البنزين ويمارس التدخين ويتعاطى المخدرات وهذا الأمر لم يعد ينطبق على الأسر الغنية وانما يمتد للطبقة المتوسطة.
ولفت الى الانتشار الكبير للمخدرات يعطي دلالات على وجود تصنيع للمخدرات ،مشيدا بالدور الكبير الذي يبذله نشامى مكافحة المخدرات في ضبط عمليات التهريب التي تحصل على الحدود اضافة لضبط المروجين والباعة والمتعاطين والذي يسهم بشكل مباشر في مواجهة هذه الافة .
وختم الدكتور صمادي حديثه بالتأكيد على اهمية تغليظ العقوبات على الباعة والمروجين من أجل ردعهم خصوصا انهم يعودوا لممارسة بيع المخدرات بعد خروجهم وانه لا بد من التركيز على هذه المسالة من قبل الجهات التشريعية .