نحتفل بعيد ميلاد جلالة الملك عبد الله الثاني في الثلاثين من كانون الثاني من كل عام، وما يميز احتفالنا هذا العام حلول العيد الستين ونحن نفتح صفحة جديدة من التحديث والتطوير نحو مستقبل أكثر إشراقًا، وأكثر تمسكا بالعهد والانتماء لمبادئنا الوطنية والقومية، وأكثر اعتزازا بالانتماء إلى وطن كان على الدوام مثال يحتذى به، ومثار إعجاب العالم لتمكنه من تحقيق إنجازات هائلة، مقارنة مع عمر الدولة وحجم التحديات التي واجهته.
ورغم كل الصعاب وبفضل حكمة جلالة الملك فالأردن وهو يلج المئوية الثانية من عمر الدولة لا غنى عنه على المستوى الدولي كشريك في الأمن والاستقرار وصنع السلام وحفظه والحوار بين الأديان ومختلف الثقافات والعمل أثناء على مكافحة التطرف والإرهاب.
وما يميزنا على الدوام هو الاعتدال والتسامح والانفتاح والاحترام والاهتمام بالآخرين والشمولية والتركيز على مستقبل أكثر إشراقًا للجميع .
يأتي العيد الستين لجلالته مع تأكيد جلالته بالالتزام باجراء الاصلاحات الشاملة وتطوير المستقبل الذي يليق بوطننا وشعبنا ليكون الاردن على الدوام آمنًا وقويًا وعهد ملكي بتحويل التحديات إلى فرص والحفاظ على واحة الأردن المستقرة والصمود لشعبنا، فيما العالم بأكمله يمر في مرحلة من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي ولنا أمثلة كثيرة في الإقليم وخارجه حيث التحديات وعدم استقرار غير المسبوق والصراع وموجات اللجوء والمشردين التي تكتنفه وفي هذا أيضا جهد ملكي بدعوات متواصلة من أجل التكاتف على الصعيد العالمي لتحقيق الأمن والسلام للجميع حيث لا يمكن أن يكون هناك تنمية بدون هذين العنصرين الأساسيين .
كان للازمات الإقليمية وهي في عامها الحادي عشر تأثير على جميع جوانب الحياة في الدولة، وقد نتج عنها زيادة الاحتياجات، وزيادة الضغوط الأمنية والعسكرية، وزيادة في تكاليف الميزانية، ومحدودية الاقتصاد والنمو، وزيادة في نسب البطالة والفقر، والدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وانخفاض الصادرات بسبب إغلاق الحدود وخسارة تجارة الترانزيت، ومع ذلك يواصل جلالته العمل نحو تحقيق أهداف شاملة وإصلاحات للحفاظ على منعة الأردن وقوته مع وتوفير العيش الكريم والرخاء الاقتصادي لمواطنينا.
ولمواصلة الجهود الملكية لاجل الاصلاح السياسي فقد أمر جلالته بتشكيل لجنة ملكية لتحديث المنظمة السياسية. بمهمة تتمثل في اعادة النظر في مجمل القوانين الناظمة للحياك السياسية وخاصة ما يتعلق بقانوني الانتخاب والاحزاب واجراء التعديلات الدستورية للازمة ،والعمل على توسيع المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وقد بدأنا نلمس أثارها مبكرا على صورة حراك لإنشاء أحزاب برامجية في مشهد يمهد لتغيير جذري في العمل الحزبي في المملكة.
ولإيمان جلالته بالإصلاحات الشاملة والمتكاملة، فقد أكد ضرورة التزام لجنة تحديث القطاع العام بتحديد أهدافها بوضوح وربط نتائجها بجدول زمني للتطبيق لكي تترافق الإصلاحات الإدارية مع مساري الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
في عيد ميلاد جلالتكم الستين نفتح صفحة جديدة من التحديث ونسير مطمئنين أن الأردن المنيع بأصالته وتاريخه أضحى الأنموذج الذي يشار إليه بفضل قيادة جلالته وحكمته والدور الكبير الذي يضطلع به ويجسده عملا دؤوبا وقيادة رشيدة ومستنيرة