-وأنا إلا الطراشة ما بسمح لحد يتطاول عليها، الطراشة يا مدير فن وعلم كبير واللي انتهم بتقوموا فيه ببلدانكم شي محزن
-يعني مثلاً انت ألوان مكتبك كئيبة وحزينه والحيطان ،انعكاس الظلال عليها بيخليها تبين شاحبة وما في رسالة بالموضوع،لازم رسالة مدرستك تبين من ألوانها .
-عفواً الحيطان شاحبة كيف يعني؟!
-يعني انت لما تعيش الطراشة كحالة، مش مجرد حيط عليه أملشن ،بتصير الألوان مبررة و مسببة للحالة النفسية اللي إنت حابب تعيش فيها أو حابب تخلي طلبتك يعيشوها، فالالوان سبب رئيسي للطاقة والقوة ولها أكبر التأثير على المزاج والعواطف.
-يا سلام!
-تخيل إن الألوان بالنسبة للمولات والمحلات التجارية تؤثر على ما نسبته 85% من قرارات الشراء وأن المشتري يختار المنتج بسبب اللون والشكل قبل ما يسأل عن نفس المنتج بنسبة 90% .
-الله عليك فعلاً ، كلامك صحيح أنا معظم الأشياء أنا بشتريها بناء على شكلها أو على الصورة الموجودة عليها.
-تخيل انه في شمال أوروبا وعند الأقطاب يستخدموا الألوان لتحسين النفسية ونشر الشعور بالدفء لأن الألوان تقسم لثلاث فئات دافئة وبارة ومحايدة.
والجو هناك بارد جدًا فالألوان بتساعد كتير وبتوفر كتير.
-جد!
-نعم جد، هذا بالنسبة للألوان
-طب بس مداخلة انت حكيت انه مكتبي ألوانه كئيبة ليش؟!
-لأنه لون مكتبك أزرق وكحلي والعلم اثبت انه هذا اللون بنشر الكآبه خاصة الكحلي اللي انت داهن فيه الواجهة اللي خلفك، وألوان الصفوف عندك فيها كثير لون أحمر من الدرجة العالية وهذا بيخلي الطلاب على طول نشيطين ومشاغبين وطاقتهم عالية....
-والله... عظيم، عظيم جداً كلامك وكله صحيح، وأنا اللي كنت مفكر حالي مكتئب من الوضع الاقتصادي طلعت مكتئب من لون مكتبي.والطلبة طلعوا مساكين يا حرام.
-وكمان لما تتعامل مع الحائط، انتم بتتعاملوا معه كأنه جماد، عمركم ما جربتم تخلوا الحيط حي، يعني لما (أحفّ) الحيط وأمعجنه تخيله وجه عروس حلوة وأنا عم بعمللها مكياج كيف لازم أعاملها برفق ونعومه، مش قضية طوشة ويا قاتل يا مقتول. شوف الحيط اللي عندك كيف حزينه ومليانه تشققات وخشنه انت بترضاها لحالك، يا أخي اشعر مع الحيط خلي عندك قلب فعلًا أنا حزين على وضع الحيطان عندكم بالأردن، حزين.
-ولم استطع أن اتمالك نفسي وإذ بالدموع تنهمر من عيني وبدأت أصرخ: أنا آسف يا حيط، أنا بعتذر منكم يا حيطان فعلاً إحنا قاسيين بعمري ما انتبهت إنه فيكم شقوق اقترب مني الرجل وحضنني وأجهشنا بالبكاء وقال لي ولا يهمك بكفي بكا! والخطأ بيتصلح، والحيطان قلبها واسع بس انت ما تعيد خطأك .
-أكيد عمري ما بعيدها ولازم أصير أحس بالحيطان والطراشة والألوان.
-طيب وهلأ خلينا نحكي عن المدرسة والتسجيل لإني أنا راجع أعيش بالأردن وبدي مدرسة مناسبة لأطفالي... وبدأنا الحديث عن أنظمة المدرسة والأنشطة والرسوم...
غادرنا الأب، وتركني في عاصفة من الأسئلة والأفكار بالبداية عن احترام أي مهنة يمتهنها الشخص ، وكيف أن كل شخص يحترم نفسه ومهنته ، وكيف أن المجتمع يحترم أي تخصص ويقدرّه ولا يزدريه .
وعن العلم الذي فاتنا الكثير منه ،وعن درجة الإنسانية التي تجاوزت الانسان والحيوان والنبات للشعور حتى مع الجماد.....
أحسست بغصة في قلبي فكم من الوقت نحتاج للوصول لهذه الشفافية وقررت القراءة عن الألوان وإعادة طراشة كل صفوف المدرسة بدءاً بإدارتي ولكن بناء على علم عن دلالة الألوان... وأوصيت كمال وأحمد وعلاء وبراء الشعور ما أمكن مع الحيطان وعدم إزعاجها أو معاملتها بدفاشة!