الفساد الجريمة الأكثر خطرا من بين الجرائم التي تنال من امن واستقرار المجتمع وقيم العدالة وسبل تنمية وتطور المجتمعات المعاصرة ، فهو العامل الأكثر تخريبا وتدميرا للمجتمعات الفقيرة والنامية وسببا مباشرا في ضياع فرص التقدم والرفاه الاجتماعي وإحباط خطط التنمية وفي زيادة الفقراء فقرا ، ، وكثيرا ما قاد الفساد الدول، التي يجد له فيها مرتعا خصبا ،الى هاوية الانحدار الأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي .
وقد أشارت بحوث المنظمات الدولية ، كالأمم المتحدة ومنظمة الشفافية الدولية إلى عمق الدمار الذي الحقه ويلحقه الفساد باقتصاديات الدول النامية وان المصالح الشخصية تعرقل «المصالح الوطنية أ ان ماينقص الأشخاص في هذا الزمن المادي هو الضمير.
الإخلاص في العمل وصدق النية، أن تكون مخلصاً صادقاً . ولترسيخ مفهوم الوطنية بين أفراد المجتمع وغرس حب الوطن في قلوب الأجيال القادمة، ينبغي الارتقاء بمستوى العلاقة بين الحكومة والشعب إلى أعلى درجات الشفافية والمرونة خصوصاً في القضايا المتعلقة بتوفير الخدمات الأساسية للمواطن، وبذل جهد أكبر في محاربة الفساد، ورفع مستوى العدالة الاجتماعية بشقيها الرأسي والأفقي، ويقصد بالشق الرأسي تحقيق اعلى درجة ممكنة من العدالة بين طبقات المجتمع.
أما الشق الأفقي فيقصد به تحقيق أعلى مستوى من العدالة داخل كل طبقة مثل تحقيق العدالة بين الأطباء والمهندسين والمعلمين.. الخ، بحث لا يكون هناك تمييز واضح بين العاملين في مهنة واحدة. إن الشعب لايريد محاكمة لهذه الشخصيات المحتالة بل إن الشعب يريد استراداد الأموال المنهوبة فقط ، وأن يرى أثرها على أرض الواقع ولكن إن ما يتطلب القضاء على الفساد رقابة قوية من خلال البرلمانات، ومؤسسات إنفاذ القانون، ووسائل الإعلام المستقلة ومنظمات المجتمع المدني النشيطة.
وعندما تكون هذه المؤسسات ضعيفة، يخرج الفساد عن نطاق السيطرة بما يجلب من العواقب المروعة على الناس العاديين وعلى العدالة والمساواة في المجتمعات بشكل أوسع).
أن الإسلام يحث على العمل والبناء والتعمير وأن المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة والحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يقول :" إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه " فعلينا جميعاً أن نتقى الله سبحانه وتعالى من اجل وطننا العزيز ، ونسأل الله العلى القدير لأمتنا السداد ولوطننا العزة والتوفيق والسلام والأمان .