الهلال نيوز/ في وسط البلد.. الأماكن تتحدث عن نفسها، وتروي سيرة العراقة والرقي.. الجمال والدلال.. ..
حكاية دروب «الدستور» اليوم من «الكت كات» ذلك المكان العماني، الذي تجسد في صورة مطعم يشمخ حتى يومنا هذا في شارع بسمان وتحديدا مقابل محمص شاهين العريق..
شيوعيون ورفاق..
المعلومات تقول ان «الكت كات» كان في حقبة الخمسينيات والستينيات، موئلاً لاهل اليسار والشيوعيين الذين كانوا يدلفون من مقر حزبهم في الدوار الأول الى وسط البلد، في سعيهم لقضاء امسية تضم الرفاق، يُكملون خلالها صياغة منشور، وجد ضالة الكلام في مكان عماني هادىء ووادع بعيد عن العيون والأعوان، ولم يجدوا مكانا اكثر سرية من «الكت كات» ذلك المطعم الذي يتوسط قاع المدينة منذ الخمسينيات وحتى الآن.
المطعم فكرة عمانية جميلة، حملها من حملها، لكن رجل الأعمال المصري المقيم منذ سنوات طويلة في الاردن ممدوح الجمل، حافظ على الفكرة وعلى عراقة المكان، ورفع بيرق الرفض لكافة العروض التي يسيل لها اللعاب، ليبقى «الكت كات» شاهداً على سيرة مدينة ، تُحب وتُعشق.. مثل النساء.. فهو جزء لا يتجزأ من ليل عمان، باجواء الروح العابقة بعطر الأمسيات البريئة والغناء القشيب: ارخت عمان جدائلها فوق الكتفين..
صورة «عرار»..
مالك المطعم رجل الأعمال المصري المقيم في الأردن منذ سنوات طويلة ممدوح الجمل يقول: اولا وقبل كل شيء انني بين اهلي في الاردن هذا البلد العربي الهاشمي المضياف والذي اصبح العنوان العريض للنهضة والتطور والأمن والاستقرار بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله.
واشار الجمل الى ان تقاليد عريقة تم الحفاظ عليها منذ عشرات السنين وابرزها طريقة اعداد صواني الكفتة والدجاج، وشواء اللحوم على المناقل التراثية وامام الزبائن، الذين يواظبون على التردد على هذا المطعم منذ سنوات طويلة بالاضافة الى الافواج السياحية التي تحرص على التقاط صور للمطعم المزينة جدرانه بصور عمالقة الفن العربي، بالاضافة الى صورة تجسد عراقة العاصمة عمان ومناطق وسط البلد في حقب تاريخية قديمة، وفي الكت كات احدى الصور النادرة لشاعر الاردن مصطفى وهبي التل «عرار»، واصبحت من معالم هذا المطعم العماني العريق.
وعلى صلة.. أكد ممدوح الجمل بان سعر كيلو صينية الكفتة في الستينيات كان بنصف دينار مع كافة المقبلات وان سعر الدجاجة المشوية على فحم شجر الليمون مع المقبلات يعد بالقروش، مشيرا الى ان الكت كات حافظ على تلك الطقوس باعداد الصواني اللذيذة بالأفران القديمة والمشاوي الفاخرة من اللحوم البلدية على مناقل فحم من شجر الليمون والحمضيات وتتم عملية اعداد اللحوم والشواء امام الزبون.
دبلوماسيون وسفراء..
بدوره قال عبدالله الشامي مدير المطعم منذ سنوات طويلة ان ابرز زبائن المطعم هذه الايام هم كبار المسؤولين والسفراء واعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي في الأردن ورجال الصحافة والثقافة والنخب السياسية والحزبية، مؤكدا ان الزبائن اصبحوا مثل اسرة واحدة نظرا لدفء اجواء المطعم وتقاليده الساحرة.