يعلم الجميع أن الاستحقاق الانتخابي في نقابة المهندسين للدورة 2025-2022 قد انطلق يوم الجمعة الموافق بانتخابات فروع المحافظات وقد كانت النتائج خسارة القائمة البيضاء في كل الفروع مما دفعهم للبدء بالتشكيك بنزاهة هذه الانتخابات، ورفع صوتهم وتشغيل ماكنتهم الإعلامية في توزيع الاتهامات على أطراف متعددة غير آبهين بأن ذلك يشكل اساءة وامتهان لكرامة وعزة المهندس الأردني.
إن المأزق الذي تعيشه القائمة البيضاء والذي تجلى بصورة واضحة عند طرح التعديلات على قانون نقابة المهندسين أدى إلى هذه النتائج ومحاولة منهم تصدير أزمتهم الداخلية اتخذوا قرارا بالانسحاب من استكمال الاستحقاق الانتخابي في نقابة المهندسين لانتخابات الشعب الهندسية وانتخابات مجلس النقابة. ولتوضيح حيثيات الأمور والتأكيد على بعض الحقائق والممارسات التي كانت تمارسها القائمة البيضاء أثناء تواجدها في سُدة النقابة خلال ما يزيد عن ربع قرن وهي التي توجه النقد الآن لنفس هذه الممارسات وخلال كتابة ما أريد توضيحه
فأنني سوف أركز الحديث عن فرع اربد:
- لقد جرت العادة في نقابة المهندسين أن يتم مخاطبة كافة مؤسسات الدولة والقطاع الخاص في بداية كل عام والطلب منهم أن يقوم المهندسين العاملين لديهم بدفع اشتراكاتهم السنوية للمحافظة على عضوية النقابة، وكان يتم هذا الإجراء الروتيني أثناء تواجد القائمة البيضاء في سُدة النقابة والسؤال لماذا كان هذا الإجراء في السابق عاديا وأصبح الآن يعتبر تدخلًا حكومياً؟؟؟
- يتم الحديث عن مشاركة المهندسين العاملين في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بالانتخابات، والسؤال الذي يطرح نفسه أليس هؤلاء المهندسين هم أعضاء في الهيئة العامة، ألم تكن القائمة البيضاء وهم في سّدة النقابة يتسابقون لكسب ود هؤلاء المهندسين والمتقاعدين منهم لغايات انتخابية، لماذا كان التودد لهم في الفترة السابقة إجراء حميد بينما هذه المرة جريمة لا تغتفر ويعتبر تدخلًا
حكوميا، ولماذا يتم الإساءة لهم بهذه الطريقة البعيدة كل البعد عن القيم والأعراف النقابية وأخلاقنا الأردنية، مع أنني لا أذيع سرا إذا قلت أن عدد هؤلاء المهندسين لا يتجاوز 800 مهندس موزعين على كافة محافظات المملكة مما يعني عدم وجود تأثير عددي كبير لهم في انتخابات الفروع مقارنة بالعدد الذي شارك في انتخابات الفروع وخاصة بفرع اربد.
- يتم انتقاد عملية توفير باصات لنقل المقترعين من مناطق سكناهم وهذا إجراء عادي يتم ممارسته في كل الانتخابات سواء كانت نقابية أو برلمانية أو بلدية وأي انتخابات أخرى، لكن لماذا لم يتم انتقاد عملية نقل المهندسين التي كانت تتم أيام تواجد القائمة البيضاء في سدة النقابة من الزرقاء والمناطق الأخرى للتصويت في فرع اربد مخالفين بذلك الأنظمة والتعليمات التي هم وضعوها. ولا زال مهندسو اربد يتذكرون الباصات الكبيرة التي كانت تتواجد في محيط مجمع النقابات وتأتي بالمئات من المهندسين المنقولين إلى كشوفات هيئة اربد منذ الصباح الباكر يوم الانتخابات.
- لماذا لا يتم الحديث عن عمليات التزوير التي كانت تمارس في زمنهم، وكمثال على ذلك ألم يقم أحد مرشحي القائمة البيضاء في انتخابات 2015 لفرع اربد بإحضار أبنه الطبيب ليصوت عن أبنه المهندس الذي كان خارج البلاد يوم الانتخابات وذلك مثبت في وثائق وقائع الشكوى التي قدمت لمجلس النقابة آنذاك ولم يتخذ المجلس أي إجراء.
- يتم الحديث عن فوضى حدثت في الصندوق رقم 4 والذي تم استحداثه في الخيمة خلال ساعات الاقتراع نتيجة الاكتظاظ باعداد المقترعين وخاصة في الصندوقين رقم 2 ورقم 3 لوجودهما في قاعتين متجاورتين وممر ضيق بينهما وتأخر في فتح الباب الخارجي للمجمع مما ساهم بزيادة أعداد المهندسين المتواجدين أمام القاعتين حتى وصل الأمر بمن يدخل لأحد الصندوقين لغايات التصويت
لا يستطيع الخروج منهما، الأمر الذي دفع اللجنة المشرفة على الانتخابات للمطالبة بفتح الصندوق لتخفيف هذا الوضع المتأزم.
- تمارس القائمة البيضاء خطاب المظلومية لاستعطاف المهندسين بأنهم مستهدفين متناسين أن القوة التصويتة لهم ثابتة وهذا واضح من قراءة الأرقام التي حصل عليها مرشحي القائمة في الانتخابات السابقة والحالية، فلقد حصل المرشح لموقع الرئيس في الدورة السابقة على عدد أصوات 888 وحصل المرشح لموقع الرئيس في الدورة الحالية 889 صوتاً، وهذا يكشف بوضوح سياستهم التي
كانت تمارس خلال سنوات طويلة لأكثر من ربع قرن مضت من تنفير للمهندسين وعدم الرغبة بتوسيع قاعدة المشاركة والتعامل مع المهندسين كأصوات انتخابية فقط، لهذا نجدهم كانوا ضد مبدأ النسبية لأنهم لا يريدون قوننة مبدأ التشاركية، لذا فأننا نلاحظ أن القائمة البيضاء لم تقم وعلى امتداد تاريخ وجودها في سدة النقابة من إجراء أي مراجعات لنهجها وسياساتها كونها اعتقدت أنها تمكنت
من النقابة بشكل نهائي، لهذا فلقد صدمت من نتيجة انتخابات الدورة الماضية عام 2018 وازدادت الصدمة للوصول لحالة فقدان التوازن من نتيجة انتخابات الفروع وخاصة فرعي اربد والزرقاء في هذه الدورة، وأن قرارهم في الانسحاب من استكمال العملية الانتخابية في الشعب الهندسية والمجلس لهو أكبر دليل على رفضهم للأخر ورغبتهم في الاستحواذ والإقصاء والعمل على تصدير أزمتهم الداخلية باستخدام الخطاب الذي اعتدنا على سماعه في كل المنعطفات التي تمر بهم.
- إن كافة المهندسين اللذين كانوا متابعين ومتواجدين يوم الجمعة في مجمع النقابات المهنية في اربد لاحظوا حالة النزق التي كانت ظاهرة على قياديي القائمة البيضاء ومحاولتهم إفتعال المشاكل.
وختاما.. فأنني أضع هذه الحقائق أمام جمهور المهندسين والمتابعين على إمتداد الوطن، لكي يعلم الجميع أن سياسية التضليل التي تمارس من قبل القائمة البيضاء سيكتشفها المهندسون عاجلا أو آجلا في موضوع الانتخابات كما إكتشفوا وخبروا هذه السياسة في حديثهم عن تعديلات قانون نقابة المهندسين الأخيرة كما خبروا ذلك في حديثهم عن الاستثمارات بأموال المهندسين وشراءهم
للأراضي بأموال صندوق التقاعد مموهين جموع المهندسيبن بأن صناديق النقابة في أحسن حال.