2024-12-04 - الأربعاء

كتاب الهلال

تفكيك حماس أم تفتيت غزة؟

تفكيك حماس أم تفتيت غزة؟
الهلال نيوز :  
كتب: شاد ابو داود
نتنياهو إن أوقف الحرب سيذهب الى السجن. وإن واصلها أيضاً سيذهب الى السجن. لذلك يطيل أمدها بحثاً عن وهم النصر. النتيجة حتى اليوم الثمانين...صفر. فشل عسكري يتلوه فشل سياسي. وزير الحرب غالانت أيضاً تنتظره المحاكمة عن الفشل الاستخباري العسكري عن باكورة اليوم الأول لعملية « طوفان الأقصى «. الرهائن لم يعودوا و حماس لايمكن تفكيكها، كما قال وزير الخارجية أيمن الصفدي في الأمم المتحدة هي فكرة و لا يمكن أن تقتل فكرة بالرصاص.
إذن متى تتوقف الحرب؟
عندما يريد بايدن. ويوقف تزويد جيش الاحتلال بالسلاح والمال.
لكن بايدن أعلن مساء أول من أمس « تحدثت مطولاً مع نتنياهو ولم أطلب منه وقف الحرب». أي أنه يوافق على قتل المدنيين الفلسطينيين الذين ثلاثة أرباعهم أطفال و نساء. ويبارك تدمير غزة.
وماذا عن رفض الرأي العام الأميركي خاصة فئة الشباب لسياسته المؤيدة لاسرائيل، وبلا تحفظ، ما يؤثر على معركته لانتخابات الرئاسة العام المقبل الذي يبدأ بعد أيام ؟
إما أن الرجل قرر أن يخسر الانتخابات قبل أن تبدأ وينسحب من سباق الرئاسة خاصة أن ثمة مطالبات في الكونغرس لعزله وبذلك يختار أن ينهي حياته « صهيونياً « كما قال بلسانه على أن يجبر «الدولة الصهيونية « على وقف الحرب وممارسة جرائم الابادة الجماعية و يحظى برئاسة ثانية وباحترام شعبه و ثقة حلفاء أميركا في العالم وانقاذ سمعة الولايات المتحدة التي تلوثت بدماء اهل غزة.
وماذا عن تكراره « حماية المدنيين وايصال المساعدات لغزة « وفي نفس الوقت عدم طلبه من اسرائيل وقف الحرب؟ أعني مواصلة قتل المدنيين بالقذائف الأميركية الذين يتزايد عددهم كل ساعة؟
هذه معادلة في السياسة على مبدأ أنها فن الكذب يجب أن تدرس في الجامعات. وقد ابتدعها في البداية وزير خارجيته بلينكن وروجها في العالم، أو قل على العالم. والبعض صدقها. واذا تواصلت حرب نتنياهو على غزة فلن يبقى مدني واحد لتصل اليه المساعدات. فالقصف لا يتوقف والمنازل تدمر على رؤوس ساكنيها، المستشفيات التي أصبحت من «أهداف» الحرب توقفت عن الخدمة. الجثث في الشوارع والمقابر جماعية.
يعني ذلك أن الحرب ليس هدفها تفكيك حماس بل تفتيت غزة واقامة منطقة عازلة في الشمال وهذا ما يعترف به ويعلنه قادة اسرائيل. بمعنى اعادة احتلال الجزء الشمالي من القطاع واحكام الحصار على الجزء الشرقي و الجنوبي و اغلاق بحر غزة.
عملياً الفلسطينيون متحدون متماسكون مقاومون. لديهم إيمان أن من يموت يموت شهيداً لم تعد «تفرق معهم « وليس لديهم ما يخسرونه أكثر مما خسروا. فلم نسمع صوتاً واحداً أو مظاهرة ضد المقاومة. في حين نرى مظاهرات شبه يومية في تل أبيب تطالب بإعادة المحتجزين بأي ثمن حتى لو «الكل مقابل الكل « أي كل المحتجزين مقابل كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
الكل عدا فئة يتزعمها الأهوج الحاقد على كل من هو عربي مسلم و مسيحي بن غفير وتابعه سموتريتش، الكل يطالب بتنحية نتنياهو بمن فيهم رئيسا الوزراء السابقان أيهودا باراك و يهودا أولمرت. أولاً لأنه يواصل الحرب لأهداف شخصية و التهرب من السجن و ثانياً لفشل الجيش في تحقيق اي مما يسميه « أهداف الحرب «.
ليت الرئيس بايدن يستمع لمثل هؤلاء وليس لنتنياهو وحده فثمة فرصة لانقاذ نفسه وانقاذ سمعة بلاده. فرياح واقع الحرب لا تجري بما يشتهي. فشرر حرب غزة تطايرت حتى سواحل الهند ومضيق باب المندب وربما البحر المتوسط وقد تحرق العالم.

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 74

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 76