عندما تتحول الخيانة العظمى الى سلعة تباع بثمن بخس فإعلم ان البائع قد قايض كرامته بالدرهم والدولار. هؤلاء لم يبيعوا الوطن ولن يتمكنوا من بيعه، فثمنه باهظ على صيارفة العراة وعزته عصية على صناع الفتن.
بين الحين والآخر يطل علينا متربح متكسب قابع في حانة خلف شاشة صغيرة خارج الحدود يحرض على الدولة والنظام، يعتقد واهماً أن له جمهور عريض من عشاق الوطن، ويظن، وخاب ظنه، انه سيكون محمولا على الاكتاف ان عاد الى وطن لا يستحق مكان قبر فيه. هؤلاء اصبحوا محلاً للسخرية والاستخفاف لما انحدروا اليه من الوضاعة والاسفاف. لو كانوا أهل علم لحاورناهم، لو كانوا أهل فكر لناقشناهم، لو كانوا أهل فقه لحاججناهم، ولكنهم شتامون لعّانون يقتاتون على حساب كرامتهم ومروءتهم.
ماذا قدم هؤلاء للوطن وأهله غير "فيديوهات" سخيفة مليئة بالاكاذيب تفوح منها رائحة بؤسهم وتشردهم؟ يظهرون فيها بأشكال المهرجين تارة وتارة بهئية متسكعي الشوراع وسقط المتاع من البشر. ماذا قدمتم للوطن لنصدقكم ونصفق لكم ونهتف بإسمكم ونسير خلفكم؟ هل منكم من قضى سحابة نهاره تحت اشعة الشمس الحارقة ساهر على أمننا؟ هل منكم من حمل البندقية ليلة واحدة على الحدود تارك أسرته بانتظاره حتى يعود؟ هل منكم من وضع روحه على راحته قائم على رعاية مرضى الوباء الذي فتك بالعالم من شرقة الى غربه ومن شماله الى جنوبه؟ هل أنتم من دافعي الضرائب لنقدس سركم ونرفع الأكف بالدعاء لكم بطول البقاء؟ أنتم لا شيء، لا شيء سوى حلوق مأجورة، فعودوا لرشدكم.