لا شك ان التجمعات السكانية الأولى في عمان القديمة والعنصر السكاني الذي استوطن في مدينة عمان منذ أن كانت في أول النوار عندما كانت العائلات الوافدة إلى العاصمة تقطن في المناطق المحاذية للماء والأسواق التجارية وفي السفوح المحيطة في قاع المدينة، حيث إن أهالي عمان تعارفوا على تسميات معينة للأحياء التي قطنوها وهذه التسميات فرضتها طبيعة وظروف نشأة المدينة وهوية السكان الذين قطنوا تلك الاحياء. وبالطبع.. فإنه من هذه الاحياء والتجمعات السكانية حي الطفايلة الذي يشمخ فوق روابي عمان الشرقية، وتحديدا على سفح جبل التاج، محيطا بوسط المدينة وقلبها النابض، والذي يعتبر من الاحياء العمانية العريقة، وقد نزح اهالي الحي من قرية عِيمة في محافظة الطفيلة في ثلاثينيات القرن الماضي، بحثا عن الرزق، وشكلوا نواة الحي العماني والذي سُمي تيمنا بهم حي الطفايلة. معظم سكان هذا الحي ينتسبون إلى عشيرة واحدة هي: الثوابية، وتتفرع بدورها إلى مجموعة عشائر فرعية، لكنهم يرتبطون جميعا بأواصر القربى والمصاهرة، والعلاقات الاجتماعية الوثيقة، ويتميزون بروح التكافل والنخوة والعمل الخيري التطوعي العابق بالبر والاحسان، من خلال وجود عدد كبير من الجمعيات ودور القرآن الكريم ودواوين العشائر في ارجاء الحي.
في حي الطفايلة الذي انتج شريحة طيبة من الشباب المتعلم من ضباط واطباء ومهندسين ومعلمين وحقوقيين ونجوم الالعاب الرياضية، والصحفيين، وغيرهم من اصحاب المهن المنتجة والمتعددة، والذين اسهموا ولا يزالون في نهضة المدينة والاعمال المنجزة والهادفة القادمة من جملة الانتماء للوطن.
وفي جولة ميدانية نفذتها «الدستور» نكتشف ان حي الطفايلة يقوم على خمسة شوارع رئيسية وغير رئيسية تحيط بها منازل معظم سكان الحي، الذي يضم العديد من المعالم وابرزها مسجد جعفر الطيار ويتألف من طابقين، وفي الطابق الارضي صالة عامة وامامها ساحة واسعة تقام فيها معظم مناسبات أهالي الحي مثل ولائم احتفالات الأعراس وبيوت العزاء وغيرهما من المناسبات العامة والخاصة.
وفي هذا الحي توجد الجمعيات والمراكز الدينية والتعليمية والهيئات الأهلية والاندية الرياضية ومنها: ونادي جعفر الطيار الذي كان يضم فريقا بارزا في كرة القدم وكان يترأسه المرحوم الحاج امجد خليل السعود ابوخليل، ودار لتعليم القرآن الكريم، وفرقة الطفيلة للفنون الشعبية وجمعيات للسيدات مختصة بالامور التنموية والاجتماعية والدينية والخيرية، بالاضافة الى دواوين لعشائر الحي والتي تعتبر ملتقى في الاعياد والمناسبات المتعددة.
مجمل القول: يبقى هذا الحي الجنوبي مدججا بنخوة النشامى من رجاله والذين دوما كانوا فزعة للوطن في كافة المحن والظروف الصعبة، مؤكدين دوما انهم على العهد والوعد «هاشميو الولاء.. أردنيو الانتماء».