لا شك انه ورغم ان بلادنا آمنة بفضل الله تعالى أولا، ومن ثم جهود النشامى في أجهزتنا الأمنية اليقظة وجيشنا الباسل، إلا أن الاستقرار والآمان اللذين يعيشهما بلدنا، لا يعني أبدا أن نستكين كمواطنين، بل يفرض الواجب علينا أن نكون عونا لأجهزتنا الأمنية المتعددة وهي تنهض تماما بمسؤولياتها بأمانة وشجاعة ومهنية واقتدار.
وعليه.. وانطلاقا من مبادىء المواطنة الصالحة، والانتماء الصادق للأردن، يجب علينا كمواطنين، أن نكون جميعا يدا واحدة، متشبثين بوحدتنا والتفافنا حول قيادتنا وإيماننا المطلق بجيشنا العربي وأجهزتنا الأمنية، وأن نتيقظ أكثر في سبيل حماية بلدنا والحفاظ على نعمة استقراره وطمأنينة أهله، ذلك من خلال مد يد العون للأشاوس في أجهزتنا الأمنية المتعددة، حتى نجسد معاني صدق الانتماء وتجسيد حقيقة المواطنة الصالحة.
ورغم كل ما يجري من فوضى واقتتال وفلتان في دول الجوار، فإنه لا يوجد في هذه المنطقة كلها بلد أكثر استقراراً من هذا البلد «المملكة الأردنية الهاشمية»، والسبب هو وجود شعب من الصعب اختراقه، ووجود قيادة حكيمة تقف من كل أبناء شعبها، على المسافة نفسها، وأجهزة أمنية قوية، على درجة كبيرة من الاحتراف الأمني والمهنية المرتفعة واليقظة المستمرة، وفوق ذلك ان الأردن بلد التسامح والمحبة وأن الأردنيين قد يختلفون على أشياء كثيرة، لكنهم يتفقون كلهم على أن الاستقرار هو رأسمال بلدهم، وأن أمنه هو أمن كل عائلة وكل طفل وكل مدرسة ومسجد وكنيسة وسائح وكل جامعة وكل مرفق سياحي؛ لان ذلك واجب علينا كمواطنين ينتمون بصدق لهذا الحمى.
مجمل القول: الأردن.. الأرض المباركة الطيبة التي تضم في أحضانها عدداً من الأنبياء والشهداء.. هذا البلد المبارك، الذي يفيء إليه الملهوف والخائف واللاجىء، وهذا الحمى الهاشمي استقبل منذ فجر تأسيس الدولة الفتية الجميع، بالغوث المعهود، وتقاسم أهله الماء والطعام مع من فاء إليهم، واستظل بظلال دولتهم الأردنية الهاشمية.. وهي ثقتنا المطلقة بالله تعالى رب العالمين، ومن ثم إرادة المخلصين أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، بأن هذا البلد الآمن الآمين، سيجتاز المرحلة الصعبة.. بعزيمة وإيمان، وثقة دائمة بدولتنا الأردنية التي تسعى جاهدة بمختلف أذرعها ومفاصلها الرسمية والحكومية، لحماية الوطن وأهله.
وستبقى قلوبنا قبل ألسنتنا تلهج بدعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام: «رب اجعل هذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات».. اللهم آمين