لا شك أننا نتفق جميعا أن هذا البلد.. المملكة الأردنية الهاشمية، بخير يرفل بأثواب المحبة والتسامح، وينعم بأجواء مسيجة بالأمن والاستقرار، ويمضي قدما وبثقة، نحو المزيد من التطور والنهضة والإزدهار، وهذه حقائق ساطعة، لا يُنكرها إلا «حاقد» أو «جاهل»..
ومع ذلك.. ونحن على مشارف توديع العام الحالي 2023 وقد برزت فيه بعض المشاهد القاتمة والشائهة في أكثر من مشهد سوداوي، عابق بالكذب والكلام المجاني، ومن ضمن تلك المشاهد ما نراه ونسمعه، مع كل نهاية عام ميلادي تتسابق الفضائيات العربية ووسائل الإعلام المتنوعة، إلى استضافة فئة كاذبة من الدجالين بمختلف مسمياتهم الفلكية والعبثية، ويبدأون تهريجهم.. يشّفون ويُمّرضُون ويُميتون ويُحيون ويزيلون دولاً ويوجِدون أخرى، إضافة إلى حادث طلاق هذا المسؤول، وعقد قران تلك الفنانة.. وللأسف تتسابق القنوات الفضائية والصحافة الإلكترونية، على نشر وبث الكذب والإسفاف والتدليس..!.
يا جماعة.. علينا ان نعلم علم اليقين، أن العِرافة والتنجيم وما شابههما، هي ظواهر قديمة على مر الزمن، تنشأ في المجتمعات التي يخيم عليها الجهل، والبُعد عن دين الله الحق، الذي بعث به أنبياءه، وأن تصديق المنجمين الدجالين، هو شرك وكفر، لأنه من يعلم الغيب هو الله وحده، علاوة على ان هذه التوقعات لها تداعيات خطيرة على حياة كل من يصدقها، لأنه سوف ينصدم ويتعب نفسيا لو كانت الأحداث في حياته مخالفة لهذه التوقعات الخيالية الوهمية.. ومع ذلك علينا أيضا، التأشير إلى أن بعض هؤلاء العرافين والمنجمين يتبعون لأجهزة مخابراتية خارجية، تحاول من خلالهم جس نبض الرأي العام، أو لمهاجمة دول بعينها، بتنبؤ وفاة زعيمها، أو خرابها أو تدمير اقتصادها أو اقتتال أهلها وقس على ذلك من خداع، ووهم، وحقد أيضا..!.
على كل حال.. لا يوجد في هذه المنطقة كلها بلد أكثر استقراراً من هذا البلد المملكة الأردنية الهاشمية، والسبب هو وجود شعب من الصعب اختراقه، ووجود قيادة حكيمة، تقف مع كل أبناء شعبها على المسافة نفسها، وجهاز «مخابرات» على درجة كبيرة من الاحتراف الأمني والمهنية المرتفعة واليقظة المستمرة، وفوق ذلك ان الأردن بلد التسامح والمحبة، وأن الأردنيين قد يختلفون على أشياء كثيرة، لكنهم يتفقون كلهم على ان الاستقرار هو رأسمال بلدهم، وأن أمنه هو أمن كل الأردنيين.. وكل سنة جديدة وأنتم بخير..