من المؤكد أن أحمد الصفدي، رئيس مجلس النواب السابق، قد تمأسس على أبجديات خالدة، في الإنتماء والولاء، وهو القادم من كبرى مؤسسات الوطن/ القوات المسلحة الأردنية، ضابطا يتزين بمكارم وأخلاق الجيش العربي المصطفوي، ذلك مع إنعطاف الهوى نحو مهبط عشقه هذا البلد.. المملكة الأردنية الهاشمية..
الصفدي إبن عمان القديمة المولود في جبلها، لم يخسر مقعده البرلماني منذ إنتخابه في إنتخابات مجلس النواب الخامس عشر عام 2007، ومنذ ذلك الحين، لم يترك مقعده النيابي في دائرة ساخنة بعمان ومعروفة بشراسة المنافسة فيها وهي الدائرة الثالثة، وأصبح الصفدي الضابط المتقاعد من القوات المسلحة، رقما صعبا في دائرته الانتخابية، إذ بات نجاحه مضمونا وهو ما حدث بالفعل في انتخابات المجلس السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر والتاسع عشر الذي تُوج رئيسا له.
خلال المجالس تلك، بدأت طموحات الصفدي الحاصل على بكالوريوس إدارة أعمال من جامعة عمان الأهلية، تتصاعد حتى ظل يتخيل نفسه متربعا على كرسي الرئاسة، وهو الذي يدرك جيدا أن لرئاسة النواب مواصفات ومتطلبات وتعقيدات عليه أن يشتبك معها ويفك شيفرتها.
فيما بدت مكتسبات الصفدي خلال تجربته البرلمانية تتجه به نحو زعامة السلطة التشريعية/ وبالفعل كان له ما اراد بعد طرحه نفسه إصلاحيا يتناغم تماما مع توجهات جلالة الملك والدولة، وهذا ما منحه التقيد بالإطار السياسي الذي يظهر فيه، فهو في صف الموالاة الكاملة بلا تردد، وهذا ما يدفع به احيانا ليكون اكثر حدة وهجومية عندما يتعلق الأمر بضبط جلسات المجلس، وتجاوز بعضهم خطوط النقد، لكن عندما يتعلق الأمر به شخصيا فلا يتردد في الرد المباشر والسريع بحزم.
بإختصار.. نحن أمام شخصية وطنية كفؤة ولها باع طويل في العمل النيابي بما يؤهلها لوصف "المخضرمة"، وهو الذي نجح إدارة المرحلة نيابيا بما ينسجم مع توجهات الدولة في العديد من الملفات المهمة وها هو يتأهب مجددا للعودة الى مقعده في البرلمان الجديد الذي ستجرى عملية انتخاب اعضاء المجلس النيابي الجديد يوم 10 ايلول القادم