عيد الميلاد .. لا زينة وغزة تنزف

الهلال نيوز/ رنا حداد

كيف يمكن الاحتفال بعيد الميلاد وغزة في حالة حرب ونزوح وتشريد ؟

هذا هو لسان حال المسيحي الذي يستقبل زمن الميلاد وقلبه وعيونه ترقبان لهذا العام أطفال غزة يرتقون الى السماء فيما يعاني من بقي حيا التشريد، أو حرمان لم شملهم مع أسرهم.

لا احتفالات ولا زينة، لعيد يطل بعد بضعة ايام وما زال شعب بأكمله يعاني ابادة جماعية لوجوده وارثه، لا اضاءة صناعية فشجرة الميلاد هذا العام زينتها اضاءة حية من «احياء عند ربهم يرزقون».

وتصدرت المشهد صورة مغارة الميلاد من كنيسة الميلاد اللوثرية ببيت لحم، مهد الميلاد، حيث طفل الميلاد تحت الانقاض، محاط بالحجارة بدل النور والزينة.

رغم ذلك لا تعدم وسائل البحث عن أمل وسلام ان تجد طريقا ليصل الصوت وتصل الرسالة الحقيقية لشعب احب السلام الى العالم، وهل ثمة خير من عيد الميلاد ليكون مناسبة لمساندت ودعم صمود اهل غزة في صراعهم اليومي مع الاحتلال.

بقاعين يرسم بصوت أطفال غزة

لوحة رسمها الفنان التشكيلي الاردني سهيل بقاعين، قال فيها عن عيد الميلاد بالريشة واللون والمحتوى إنه الاصعب هذا العام .

وقال بقاعين معقبا لـــ «الدستور» عن لوحته التي اهديت لاطفال غزة:»لقد رسمت بلسان الاطفال: أنا أعيش في غزة وأتمنى السلام لأطفال العالم كافة فليعرف الجميع اننا في غزة ننام بصوت الدبابات و نستيقظ بصوت الرصاص، ليعلم كل والد ووالدة أننا لم نعد نعلق أمنيات على شجرة الميلاد فطفل المغارة تحت الانقاض والحجارة».

وفي إطار جهود مدرسة البكالوريا في دعم أهلنا في فلسطين وقطاع غزّة الصّمود، عبّر طلبة المدرسة عن روح التّضامن مع أهلنا في ظلّ ظروف الحرب المستعرة هناك، وذلك من خلال دعواتهم الصّادقة بالنّصر وتفريج الكرب، والتي قاموا بوضعها على شجرة عيد الميلاد «شجرة أطفال الميلاد»، سائلين الله العليّ القدير أن يرفع عنهم البلاء وأن يبدّل خوفهم أمنًا.

وتحت رعاية المطران جمال دعيبس، النائب البطريركي للاتين في الأردن، نظمت مؤسّسة «إرادة روح» للتنميّة البشريّة، بالتعاون مع كنيسة قلب يسوع الأقدس في تلاع العلي، نشاطًا تضامنيًا مع الأهل في غزة، قدمه أطفال مرضى السرطان، وذلك في قاعة كرم امسيح الرعوية.

وأنشد اطفال مرضى السرطان في مؤسسة ارادة روح iradatrouh ، يغنون لأطفال غزة... وينشدون

احنا مش ارهابية

احنا شعب الحرية

اسلام ومسيحية

امتنا عربية.

شجرة الميلاد تغيب عن الأردن

«كنائس الأردن» أعلنت في وقت سابق وبالتزامن مع العدوان المستمر على الأهل في غزة إلغاء احتفالات وأنشطة مظاهر الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام احتراما للضحايا البريئة ودمائهم في غزة وعموم فلسطين.

وأكد مجلس الكنائس أن الاحتفال بعيد الميلاد المجيد لهذا العام سيقتصر على الصلوات والطقوس الكنسية.

ومن بين الأنشطة التي كان من المقرر إقامتها: البازارات الميلادية، واستعراضات الكشافة الموسيقية، وجولات توزيع الهدايا للأطفال وأشكال التزيين الميلادية، وهذه جميعها قوبلت من الناس بتقدير احتراما للضحايا البريئة في غزة وفلسطين.

وتغيب عن ساحة المهد ورام الله

فيما ستقتصر فعاليات عيد الميلاد هذا العام في بيت لحم، مقصد المسيحيين في عيدالميلاد المجيد، على الشعائر الدينية تضامنا مع ضحايا الحرب على غزة، ولن تشهد مدينة بيت لحم هذا العام نصب شجرة الميلاد في ساحة كنيسة المهد إذ ستكون الاحتفالات مختصرة «دون ضجة ودون الكثير من الأضواء» في ظل الحرب الدائرة في غزة.

فيما اعلنت كنائس وبلدية رام الله وسط الضفة الغربية، إلغاء كافة احتفالات عيد الميلاد المجيد التي تقام سنويا في المدينة، واقتصارها على الخدمات الكنسية بسبب الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة.

وقالت بلدية بلدية رام الله ومجلس كنائس رام الله في بيان لهما « «في مثل هذا الوقت من كل عام نستعد لتزيين المدينة احتفالا بالميلاد المجيد، لاستقبال العيد بفرح ومحبة، الا اننا اليوم بدلا من أن نرسم بسمة على وجوه أطفالنا فإننا نترحم عليهم، وبدلا من أن نعطيهم هدية العيد لا نستطيع حتى ارسال المساعدات الإنسانية لهم (في غزة) وهم تحت القصف والحرب والدمار».

جوقة اميركية من أجل فلسطين

وعالميا خصصت جوقة فنية شكلها مجموعة من المغنين المسيحيين، في الولايات المتحدة الأميركية، للدعوة إلى وقف الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على غزة، وأطلقوا عليها اسم «جوقة وقف إطلاق النار من أجل فلسطين».

ووقفت الجوقة الفنية في حديقة كنيسة سانت بولس بولاية مينيسوتا الأميركية تغني ترنيمة ضد الحرب (مواقع التواصل الاجتماعي)

ووقفت الفرقة بشكل جماعي في حديقة كنيسة سانت بولس بولاية مينيسوتا الأميركية، وهم ينشدون قائلين «نحن نتنفس معا.. أوقفوا إطلاق النار الآن».