فلتخرس ميليشيات الكذب الساعية للنيل من الأردن

الهلال نيوز/

منذ اليوم الأول لأحداث السابع من أكتوبر والأردن واضح الموقف، ثابت المبدأ، في دعم الأهل في فلسطين والسعي بكل السبل إلى وقف آلة الحرب الغاشمة على أهلنا في قطاع غزة، وتقديم المساعدات العاجلة، فكُنا أول من كسر الحصار، وفي هذا واجب الضمير تجاه إخوة نلتقي معهم في الدم والقضية والمصير.

وبقي الأردن يشهد حراكاً دبلومسياً مكثفاً مع الأطراف الفاعلة دولياً، وتمكن من التأثير في الرأي العالمي العام، بعد أن كان منساقاً وراء رواية الكيان الغاصب المبنية على الكذب والتضليل، ومؤخراً بعد تفاقم الأوضاع عقب اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، عبر الأردن بوضوح عن إدانته للجريمة النكراء واعتبرها خطوة تصعيدية تشكل خرقاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واعتداءً على سيادة الدول وعبر عن رفضه لها بالمطلق.

وقد أبلغ الأردن بعد هذه الجريمة كل الجهات المعنية في المنطقة بأنه لن يسمح لأي طرف بأن يخترق سماء المملكة، وأن جهده ينصب نحو وقف التصعيد العسكري بالمنطقة وعدم جرها لأتون الحرب والدمار، ولعل هذا الموقف الواضح أزعج الأطراف المتصارعة، فهم يتوهمون أن يميل الأردن لأوهام حرب الوكالات، ولا يدركون أن في هذا الوطن قيادة وأجهزة وشعباً يعرف مصالحه العليا، ويقدمها على سواها، دون أن يتأثر الموقف الداعم لأهلنا في فلسطين قيد أُنملة، بل نقترب دوما منهم ونكشف للعالم تطرف حكومة المحتل التي باتت عبئاً على المنطقة والعالم بأسره.

ولربما يتوهم البعض أن الأردن سهل المنال للعبة الوكلاء، وأن الفرصة مواتية في هكذا ظروف لتصدير الأجندات واللعب على أوتار الشعارات، لكنهم ما زالوا يجهلون الأردن وصلابة جبهته الداخلية، فهذا وطن لا يتاجر بدماء أبناء أمته ولا يسعى لتحشيد العواطف، ويعرف أن البعض لا يعيش إلا على الفُرقة الطائفية، تلك التي بات من الواضح أن أسعار الأراوح تتفاوت في قاموسها.

خلاصة القول: فلتصمت كل الأصوات التي تمارس الكذب والتذاكي بأن الأردن يقف حاجزاً أمام الرد على اغتيال هنية، فمن يريد أن ينتقم أمامه جبهات واسعة عبر وكلائه وميليشياته، أما الأردن فلن يكون مسرحاً للخراب، وسيبقى هذا الوطن في طليعة المدافعين عن حقوق الأشقاء الفلسطينيين، ولن يتخلى عن دوره مهما بلغت التحديات، وسيبقى يقدم بالأفعال المخلصة ما يمليه واجب الضمير، لا زيف الشعارات والتضليل.

رأي الدستور