2024-12-12 - الخميس

شؤون محلية

معان ضحايا يؤكدون انهم منعوا عن أطفالهم وبيوتهم الأموال ليشتروا المخدرات

معان ضحايا يؤكدون انهم منعوا عن أطفالهم وبيوتهم الأموال ليشتروا المخدرات
الهلال نيوز :  
الهلال الاخباري/ قاسم الخطيب
المخدرات من أخطر الآفات التي تواجه أفراد المجتمع، حيث تؤدي إلى تدمير الأفراد وتدمير مستقبلهم، وتدفع بهم نحو الجريمة، والعنف ، والسرقة ، من أجل توفير الأموال اللازمة لشراء المخدرات .
فحكايات النزلاء داخل المؤسسات العقابية والإصلاحية تعتصر القلب بما تضمه من تفاصيل وآلام وجانب مظلم لروايات يسودها الندم وكلها جاءت نتيجة للانجراف نحو هاوية المخدرات التي أفقدتهم بهجة الحياة وألم فراق أسرهم وتشتتهم.. تترقرق الدموع وتنساب كلمات الحسرة والندم من ضحايا المخدرات بسبب هذه الآفة الخطيرة .
مصيرهم المشؤوم بدأ بتجربة حبة مخدرة أو سيجارة مخدرات، تبعه شعور براحة وسعادة زائفة، وجرّ هذا الشعور المغلوبين على أمرهم ليدخلوا مرحلة الإدمان ومن ثم المكوث في عالم المخدرات وما يتبعه من الحاجة الماسة للمال على حساب العائلة والأهل والأبناء حتى يتم القبض عليهم في النهاية ويحكم عليهم بفترات كبيرة من السجن.
رصدت «الدستور» بعض قصص ضحايا المخدرات الخارجين بعد إنهاء محكوميتهم في المراكز الإصلاحية ، موضحين ندمهم الشديد بسبب هذه الآفة الخطيرة التي بسببها أصبح مستقبلهم مظلم ,و فضلوا الضحايا عدم الإفصاح عن أسمائهم , وقال احدهم : انه منع عن أطفاله وبيته الأموال ليشتري المخدرات، وخسر أشياء كثيرة أولها زوجته وأبنائه.. وأبنائه يشعرون بالخجل وكانوا لا يأتون لزيارته أثناء وجوده في المركز الإصلاحي. وأضاف باكيا أنه نادم أشد الندم ولن يعود لهذه الآفة الخطرة التي يتفرع منها كل أشكال الجريمة التي تخطر على بال الإنسان نتيجة فقدانه لعقله ووعيه.
ويقول ضحية أخرى : انه تبع رفقاء السوء وقاموا بتعليمه كيفية استعمال المخدرات، حيث بدأ بالتعاطي وبعد ذلك دخل مرحلة الإدمان وقاموا ببيع المخدرات له ، مضيفا انه لم يستفد شيئاً وأصدقائه الذين جعلوه يتعاطى ويروج المخدرات لم يسأل أحد منهم عنه.. تركوه جميعاً، نادم كل الندم على كل ما حدث معه بعد أن وصل إلى مرحله الإدمان ، مبينا انه كان يتناول حبه أو حبتين الى ان وصل به الحال دخوله مركز الإصلاح بعد القاء القبض عليه من قبل رجال الأمن العام , مؤكدا عدم عودته إلى تلك آلافه الخطرة .
العميد ابو درويش
« الدستور « وضمن متابعتها لظاهرة انتشار المخدرات التقت فعاليات في محافظة معان العميد المتقاعد طاهر ابو درويش ، وقال أن ما نراه على أرض الواقع أصعب بكثير من قصص الضحايا ، قائلاً ان مخاطر المخدرات لا يغفل عنها العدد الأكبر من الأفراد، حيث إن الوعي في مجتمعنا شهد زيادة خصوصاً الحملات التوعوية من قبل مديرية الامن العام عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة ووسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بمخاطر هذه الآفة.مضيفا أن مخاطر تعاطي المخدرات لا تؤثر في المتعاطي نفسه، بل على أسرته وأصدقائه و المجتمع فضلاً عن الإصابة بعدد من الأمراض مثل التهاب الكبد الوبائي والتهابات المعدة وتلف في أنسجة المخ وأمراض نفسية ، مضيفاً أن جميع المخدرات مهما اختلفت أنواعها وأشكالها ومسمياتها لها عامل مشترك وهو تغييب الإدراك وفقد الاتزان العقلي للشخص المتعاطي، موضحا انه يترتب على ذلك تصرفه تصرفات غير طبيعية على نفسه ومن حوله وأحياناً يصل لمرحلة لا يحصل على نفس الجرعة التي تعود عليها وتزيد الجرعة ويتوفى بسببها .
واشار الى انه من الضروري يجب تعاون أفراد المجتمع بالتبليغ عن أي سلوكات مريبة لأحد الأفراد والعمل بشكل جماعي للحد من هذه الآفة الخطيرة ومكافحتها و بناء على توجيهات مدير الأمن العام اللواء الركن حسين الحواتمة‎ ان المديرية تعمل وعلى مدار الساعه و بتكاثف الجهود في محاربة هذه الافة .
بشير كريشان
وأشار عميد شؤون الطلبة في جامعة الحسين الدكتور بشير تركي كريشان ، إلى أن المخدرات هذه الآفة الخطيرة سم قاتل ، ثبت من الأبحاث والدراسات العلمية أنها تشل إرادة الإنسان، وتذهب بعقله، وتحيل به لأفتك الأمراض، وتدفعه في أخف الحالات إلى ارتكاب الموبقات ، مشيرا ان تعاطي المخدرات وإدمانها وترويجها يعتبر مصيبة كبرى وإن لم نتداركها ونقض عليها ستكون بالتأكيد العامل المباشر لتدمير الأفراد فيجب تكاثف جميع الجهات لمكافحه هذه الآفة الخطيرة .
سطام الخطيب
فيما بين عميد كلية مجتمع معان الدكتور سطام الخطيب أن مشكلة المخدرات شغلت المجتمعات في العالم أجمع، لما لها من آثار مدمرة على الفرد والمجتمع في مجالات عدة نفسية ,اجتماعية واقتصادية وقد أصبحت تؤرق جميع المهتمـين في المجتمع كالقـيادات الأمنية التي لهــا تماس مباشر مع مثل هذه الجريمة الخطيرة، وكذلك علماء الاجتماع وعلماء النفس ورجال الدين، وذلك من أجـل احتوائها ومحاصرتها والحد من مخاطرها.
مضيفا الخطيب انه لاريب أن قضية الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية والسلائف الكيميائية أحد الملفات الأمنية التي لا يخلو منها أي مؤتمر أو ندوة أو ملتقى دولي باعتبارها إحدى المشاكل الدولية التي أصبحت في العقدين الأخيرين تقلق السلم والأمن العالميين.
الشيخ البحري
وحول موقف الشريعة الإسلامية قال مدير أوقاف محافظه معان الشيخ بلال البحري ، أن المخدِّرات هي كل مادة تقود الإنسان إلى الإدمان وتؤثر بصورة أو بأخرى على الجهاز العصبي .
مبينا أن الأدلة الشرعية دلت على حرمة تناول وتعاطي المخدرات، منها قوله تعالى وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وقوله وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ، فقد نصت الآيتان على النهي عن الإضرار بالنفس، والإلقاء بها في المهالك، والأمر بالمحافظة عليها من المخاطر؛ فإن الحفاظ على النفس والعقل من المقاصد الكلية الخمسة في الإسلام، ومن أجل ذلك حرم على الإنسان كل ما يُذهِب عقله أو يضر نفسه، ومعلوم أن في تعاطي المخدِّرات هلاكًا ظاهرًا، وإلقاءً بالنفس في المخاطر ، مشيرا إلى أن المخدرات تعتبر مضيعة للوقت مذهبة للعقل تدخل صاحبها في غيبوبة تمنعه من أداء صلواته وتحقيق عبادته وتنافي اليقظة الدائمة التي يفرضها الإسلام على قلب المسلم، كما أن سيطرتها على عقله تجره لارتكاب كل محرم من قتل وسرقة وسواها.

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 74

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 76