انها إطلالة «الهلال نيوز» على دفاتر شهداء القوات المسلحة الاردنية ـ الجيش العربي ، كبرى مؤسسات الوطن، حيث تشرق الحروف من زمازم الأبطال، ونحن نتأهب لشرف الكتابة عن شهداء الجيش العربي الاردني، عندما كانوا يلتحفون النار في الخطوط الامامية للمعركة، وكان الوطن ما زال ينبض في عروقه، والحب اردنيا والرتبة على الكتف.. وردة زرعت على ثرى فلسطين، فكانت بطولاتهم في معركة السموع والكرامة وكل المعارك التي خاضها جيشنا الأبي دفاعا عن الثرى العربي.
وقد صادفت مؤخرا الذكرى السابعة والخمسون لمعركة السموع التي اندلعت فجر الأحد 13/11/1967 بين الجيش الأردني والجيش الإسرائيلي ولم تتعدَ 5 ساعات وتشير المعلومات الى ان قوات الجيش العربي الأردني دخلت الى السموع واستطاعت الحفاظ على هذه القرية وحماية أهلها ودحر القوات الغازية، ذلك رغم التفوق الجوي الإسرائيلي وسيطرته الميدانية على ساحة المعركة، إضافة إلى تقدم قواته البرية ومهاجمة رافات والأصيفر والسموع وغيرها من المواقع في الضفة الغربية، وتمكن سلاح الجو الملكي الأردني من إسقاط (3) طائرات إسرائيلية من نوع ميراج، وألحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر بشرية ومادية بلغت أكثر من( 50 ) إصابة بين قتيل وجريح وتدمير( 10) دبابات و(12) سيارة وناقلة جنود بعد أن اشتبك معها الجيش الأردني الذي قاتل ببسالة لدرجة الاشتباك بالسلاح الأبيض؛ ما أدى لدحر العدو وانسحابه خلال أقل من( 5) ساعات من بدء المعركة.
ويقول م. صلاح فهد الغبين: كانت مسؤلية الدفاع عن هذه الواجهة مناطة بلواء المشاة الأردني «حطين» بقيادة العقيد الركن بهجت المحيسن فأمر قائد كتيبة عبدالله بن رواحه 37 المقدم فهد مقبول الغبين لنجدة أهل القريه وشن هجوم معاكس لدحر العدو وهزيمته بمشاركة محدودة من كتيبة زيد بن حارثة بقيادة المقدم عواد شهاب وكتيبة صلاح الدين الأيوبي بقيادة الرائد أحمد أسعد غانم ، فقسَّم المقدم فهد مقبول الغبين قائد كتيبة عبدالله بن رواحة القوة الأردنية المهاجمة إلى قوتين باتجاه السموع، الأولى عن طريق الظاهرية، والثانية عن طريق «يطا» تحت قصف الطيران المكثف، وكمائن نشرها العدو على محاور التقدم لمنع الأردنيين من التدخل في الوقت المناسب.
وتتضمن المعلومات انه قد استشهد في هذه المعركة 13 جنديا، إضافة إلى الرائد محمد ضيف الله الهباهبة والملازم الطيار موفق بدر السلطي، وجرح في المعركة قائد لواء حطين العقيد بهجت المحيسن إلى جانب 22 عسكريا، وتراجعت القوات الإسرائيلية بعد مقتل قائد لواء المظليين الإسرائيلي العقيد يواف شاهام.
وشهداء معركة السموع هم: الرائد محمد ضيف الله الهباهبة/ ملازم أول طيار موفق بدر السلطي/ الجندي حمدان عبدالرحمن كرم الخليفات/ الجندي سالم عليان سليمان العموش/ الجندي راجي مقبول سالم الشموط/ الجندي أحمد سعيد موسى العثامين/ الجندي عبدالقادر عبدالجواد عودة الحروب/ الجندي مفلح محمد سليمان الحناتلة/ الجندي إبراهيم حسن يوسف مصلح/ الجندي يونس حسين مسلم العريقات/ الجندي عبدالقادر شاكر محمد صدقة/ الجندي عطاالله علي متروك العوران/ الجندي أحمد عبدالكريم محمد السويطي/ الجندي عبدالرحيم عبدالله مسلم محفوظ/ الجندي محمد أحمد حمد دار عودة.
مجمل الانتماء والعشق ختاما.. سيبقى الجيش الاردني ..فاتحة اعراس الارض ، نلجأ اليه ، ونلوذ به ، ولا تغيب بقعة دم شهيد من دفاتره المشرقة ، ومن دفاتر اطفالنا.. فالشهادة تنبض في الوجدان وتومض في الكتابة عن عطره ومجده وفجره الجميل..