الهلال نيوز/ الأسد المرقسى وبابا العرب ومعلم الأجيال وغيرها من الألقاب العديدة التى نالها قداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الـ117 الراحل، جاءت بعد رحلة عطاء كبيرة على مدار سنوات خلال فترة حياته وخدمته فى الكنيسة الأرثوذكسية كراهب وكاتب لأكثر من 137 كتابا وقصيدة، ورئيس تحرير مجلة مدارس الأحد وحصوله على عضوية نقابة الصحفيين، وبعد ذلك جلوسه على مقعد مارمرقس كبطريرك للكرازة المرقسية.
وتحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم 3 أغسطس بالذكرى ال 100 لميلاد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 117 الراحل.
لمحة عن حياته:
وتؤكد العديد من الروايات التاريخية أن أبويه اختارا اسم "نظير جيد"، ولكن تأخر تسجيل اسمه فى كشوف المواليد بسبب إصابة والدته بالحمى، وتوفيت وتركت رضيعها مما جعل نساء القرية يرضعنه، وجاءت الوفاة فأنستهم تسجيل اسمه فى دفاتر المواليد ولم تستخرج له شهادة ميلاد، وبعد أن أتم فترة رضاعته اصطحبه شقيقة الأكبر ليعيش معه فى دمنهور بمحافظة البحيرة، وعندما جاء سن دخول المدارس اضطر شقيقه بإلحاقه فى مدرسة أهلية بسبب عدم وجود شهادة ميلاد له.
وولد البابا شنودة الثالث باسم نظير جيد روفائيل، 3 أغسطس 1923، وهو البابا رقم 117، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف بعد البابا يوأنس التاسع عشر 1928- 1942 ومكاريوس الثالث 1944- 1945، ويوساب الثانى 1946- 1956، الأمر الذى دفع الأقباط إلى وضعه فى قلوبهم وتخليدهم لذكرى ميلاده وذكرى وفاته كل عام، وكذلك الاحتفاظ بكل مقتنياته فى متحف خاص به بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، افتتحه قداسة البابا تواضروس الثانى فى شهر مارس عام 2013 وذلك فى الذكرى الأولى لرحيله.
البابا شنودة والإمام الشعراوى
علاقته بكثير من الشيوخ والأئمة كانت قوية جدا، ولعل أبرزها علاقته مع الشيخ الشعراوى، فقد عاش البابا شنودة الثالث قبل وفاته مع الشيخ محمد متولى الشعرواى، رحمه الله، رحلة حياة تمتعت بالمحبة والصداقة وكانت قائمة على التأخى بينهما وبين شعبى مصر وبدأت العلاقة بين الشيخ الشعراوى والبابا شنودة بعد إرسال البابا شنودة وفدا من رجال الكنيسة لزيارة الشيخ الشعراوى أثناء إجرائه عملية جراحية فى لندن، وقدم له هدية عبارة عن "علبة شوكولاتة مع باقة من الورود"، بعدها زاره بنفسه وأوصى الأطباء عليه، ووضع قداسة البابا شنودة الثالث صورة الشيخ الشعراوى فى مكتبه الخاص لكى يصلى من أجل أن يتم الله شفاءه، وأن يعود إلى أرض الوطن بكامل صحته بعد إجرائه عملية جراحية فى لندن، إذ وضع الشموع تحت صورته فى لفتة إنسانية تلفها مشاعر الحب والتقدير، وعندما عاد الشيخ إلى مصر سالما، رأى أن من الواجب أن يزور البابا فى الكاتدرائية، فكان استقبال الشعراوى فى الكاتدرائية استقبالا حافلا، وكان عشرات الأساقفة والكهنة فى انتظاره، وتجمع عدد كبير من الأقباط أمام الباب الخارجى لتحيته أثناء دخوله، فكانت فرحة الجميع بالشيخ ظاهرة على الوجوه، وعلى الرغم من أن هذا اللقاء التاريخى كان مقررا له أن يستمر نصف ساعة فقط، لكنه استمر أكثر من 3 ساعات دون ملل، إذ قال الشعراوى وقتها: "من منح الله لى فى محنتى أنه جعلنى أجلس مع قداسة البابا شنودة".
قصائد البابا شنودة
رهبنتة كان يكتب شعرًا (أو كما يقول هو "ما كنت أسميه شعرًا") لبعض الوقت، إلى أن تتلمذ على يد أحد الكتب القديمة فى الشعر، وهو كتاب "أهدى السبيل إلى عِلمى الخليل" لمحمود مصطفى، وبدأ يتعلم البحر والقوافى ونظم الشعر المختلفة.
وكان قداسة البابا شنودة الراحل يكتب بعض الأشعار وهو طالب حول بعض مواد الدراسة، أو فى احتفالات مختلفة، ثم بدأ بعد رهبنته فى كتابة قصائد روحية و أشعار دينية تلمس مواضيع مسيحية و روحية عدة، وتم تلحين بعضها، وأصبحت ترانيم شهيرة لجمال كلماتها، و معانيها، و أيضًا ألحانها.
مشاركته في حرب 1948
وذكر فيلم الراعى والذى كان من إنتاج دير الأنبا بيشوى بوادى النطرون والذى يجسد دور البابا شنودة فيه الفنان أيمن أمير، ويتناول الفيلم حياة البابا شنودة الثالث منذ نشأته بأسيوط مرروا بشبابه ومراحله الدراسية حتى الجامعة والتخرج والالتحاق بالقوات المسلحة وعمله كصحفى حتى رسامته أسقفا للتعليم، مؤكدا أن الفيلم لن يتطرق لمرحلة البابوية الخاصة بالبابا شنودة.
وأوضحت مشاهد الفيلم أن قداسة البابا شنودة الثالث والذى كان يدعى وقتها بنظير جيد قد شارك مع الجيش المصرى فى حرب عام 1948 دفاعاً عن الأراضى الفلسطينية، وكان من الضباط الغاضبين على الفساد والهزيمة وطالب بضرورة الحفاظ على الجنود الذين يلقون مصرعهم نتيجة الأسلحة الفاسدة وحاول خلال الحرب مواساة صديقه جرجس المصاب في الحرب والذى طلب منه أن يكتب له قصيدة بإسمه إذا لم يلقى مصرعه ولكنه استشهد مع صديقه حسين.