لايمكن ان تكون الادارة الامريكية في يوم من الايام صديقة للعرب ، امريكا دولة مؤسسات تعمل في علاقاتها الخارجية على تنفيذ مصالحها العليا هي دولة مصالح وليست دولة مبادىء ، هي لاتؤمن بالعواطف في السياسة مستعدة ان تتعامل مع الشيطان وعلى التناقضات مع الاخرين ، فهي تبني مصالحها على ثلاثة ابعاد :- التوافق ،و التنافس ، والعداء في ان واحد ، لهذا فهي غير مستعدة لحل اي مشكلة في العالم ، انما هي ترغب فقط في مسك خيوط اللعبة السياسية والتحكم بها لخدمة مصالحها .لهذا نظرة العرب الى امريكا انها دولة صديقة هي نظرة في غير محلها وهي احادية خاطئة ، لاتصب في المصلحة العربية المشتركة ، قد يقول البعض امريكا تدخلت في حرب الخليج لصالح العرب ... أقول نعم هي تدخلت ولكن ليس كما قيل همها الكويت او السعودية لكن كان همها الأوحد تأمين المصالح النفطية الحيوية لخدمة صناعاتها واثبات قوة امريكا الامبريالية على العالم ، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، من هنا فأن امريكا تقبلك كمنظومة تابعة وليس شريك او صديق متساوين او شبه متساوين، من هنا تأتي اهمية بناء دولة النموذج العربي ، التي تطبق مبادىء الديمقراطية والحريات العامة واحترام حقوق الانسان وبناء دولة القانون والعدالة الاجتماعية والمؤسسات والصحافة الحرة فهي الوسيلة الوحيدة التي تؤهلنا بعد ذلك لمخاطبة امريكا وغيرها من دول الغرب نطلب الصداقة او الشراكة الندية وليس التابع الذليل .