2024-12-05 - الخميس

شؤون محلية

"إسبانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في وقت قريب"..

إسبانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في وقت قريب..
الهلال نيوز :  
الهلال نيوز/ خلال الخمسين يوماً الماضية شهدنا جميعنا إحدى أبشع مجازر القرن الواحد والعشرين وأكثرها وحشية ودموية، أمام أعيننا وعلى مرآى من العالم. أكثر من مليوني إنسان تعرضوا للإبادة الجماعية، للقصف بالطائرات، عائلات كاملة مُسِحت عن الوجود، أحياء أصبحت ركاماً، ذكريات وأحلام تلاشت في لحظة. استُهدفت المستشفيات وطواقم الإسعاف، المدنيون والأطفال، لا ماء ولا دواء ولا طعام، محاصرون تحت القصف دون كهرباء أو إنترنت.

في إسبانيا تابعنا بحرقة ما يحصل في غزة، صور الأشلاء والجثث المتفحمة تحت ركام البيوت المدمرة، ومشهد النزوح من شمال القطاع الى جنوبه مع مناشدات الغزيين وبكاء الأطباء لهول ما رأوه وعجز إمكانياتهم.
منذ بداية العدوان خرج الإسبان الى الشوارع للاحتجاج ولمناصرة غزة، مظاهرات عمت معظم المدن الإسبانية، ففي الدول الديمقراطية "عادة" تسعى الحكومات إلى أن تكون انعكاساً للشارع ونبضه، فكان توجه الحكومة الإسبانية متزناً مع ما يحدث، ولم تنجر وراء الانحياز الواضح لبعض الدول الأوروبية كألمانيا مثلًا.

وقبل أيام بدا الموقف الرسمي الإسباني الرسمي أكثر وضوحاً وتجاوز مرحلة الإدانة، بعد زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز لإسرائيل ولقائه مع نظيره الإسرائيلي نتنياهو، إذ رفض سانتشيز: "القتل الأعمى للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية"، ليستكمل بعدها جولته لمعبر رفح البري وهناك صرح: "إن إسبانيا تسعى إلى وقف إطلاق نار دائم في غزة، وإن على إسرائيل احترام القانون الدولي الإنساني". وقد وصف الرد الإسرائيلي بغير المتناسب مع ما حدث يوم 7 أكتوبر، مضيفاً أن بلاده: "تسعى للوصول إلى حل الدولتين، وضرورة إدخال المساعدات إلى القطاع".
أما التصريح الذي استفز إسرائيل بشكل جذري هو إشارة رئيس الحكومة الإسبانية إلى: "أن إسبانيا ستعترف بالدولة الفلسطينية في وقت قصير". موضحاً: "لقد حان الوقت لكي يعترف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية. إنه أمر قيم ومهم، يجب أن نفعل ذلك مع الاتحاد الأوروبي". لكنه أيضاً أضاف: "وإن لم يعترف الاتحاد الأوروبي بالدولة الفلسطينية، فإن إسبانيا ستفعل ذلك، وتتخذ قرارها بنفسها". وتجدر الإشارة إلى أن إسبانيا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي حتى نهاية هذا العام.

بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانتشيز، ونظيره البلجيكي ألكسندر دي كرو، على معبر رفح، انطلقت عاصفة من الهجوم عليهما، واستنكر مسؤولون أوروبيون داعمون لإسرائيل هذه التصريحات، في حين استدعت إسرائيل سفيري إسبانيا وبلجيكا لديها للتوبيخ، ومن ثم قامت بسحب سفيرتها في إسبانيا، في الوقت الذي استنكر فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تصريحات رئيسي وزراء إسبانيا وبلجيكا. أكدت إسرائيل بلهجة عدائية أن هذه التصريحات لرئيسي الوزراء الإسباني والبلجيكي: "هي مزاعم كاذبة وتقدم الدعم للإرهاب". لتحتج إسبانيا على ذلك باستدعاء سفيرة تل أبيب لدى مدريد رداً على هذه "الاتهامات الباطلة". توتر دبلوماسي وأجواء مشحونة بين البلدين بسبب التصريحات الإسبانية الأخيرة، وتاريخياً فإن إسبانيا لم تقم أي علاقات رسمية مع إسرائيل حتى العام 1986.
وكانت وزيرة العدالة الاجتماعية في الحكومة السابقة إيون بيلارا، قد أدانت الشهر الماضي العدوان الوحشي على قطاع غزة، معتبرة ما حدث: "جريمة حرب وإبادة جماعية مبرمجة"، إلى جانب تصريحات المسؤولين الإسبان هذه، فقد قطعت بلدية برشلونة علاقتها مع إسرائيل إلى حين: "وقف العدوان عن الشعب الفلسطيني بشكل كامل"، إضافة لتحركات الأكاديميين والفنانين الإسبان دعماً لغزة بمختلف الفعاليات والأنشطة.

الفلسطينيون والعرب في إسبانيا أشادوا بموقف رئيس الوزراء الإسباني سانتيشز، معتبرين أن هذه التصريحات هي ما يجب أن يقال في ظل ما يحصل من إبادة للشعب الفلسطيني، موضحين أن حالهم أفضل بكثير من الجاليات العربية في دول أوروبية تمنع وتعاقب التعاطف مع فلسطين.

شيرين الدجاني، صحافية فلسطينية تعمل في الإذاعة الإسبانية، قالت لرصيف22: "أكثر ما أعجبني في تصريحات سانشيز هو إشارته إلى أن المسألة لا تتعلق بحزب أو أيديولوجية وإنما بالإنسانية. في إشارة ضمنية منه، رغم أن حماس لديها أيدلوجية وهي حزب سياسي ديني، يجب ألا أن يحكم عليها من هذا المنطلق وإنما من منطلق الضحايا المدنيين في غزة والعدد الكبير من الضحايا من أطفال ونساء وشيوخ والقتل العشوائي لهم".
رئيس الجالية الفلسطينية بدوره قال لرصيف22: "الحقيقة، نحن نعتز بموقف الحكومة الإسبانية بكل مكوناتها من أحزاب الوسط واليسار تجاه قضية شعبنا وعلى رأسهم سانتشيز، الذي أبدى رأيه بكل شجاعة أمام المجرم نتنياهو مما أشاط غضب الصهاينة. نتطلع إلى أن يتوج هذا الإعلان باعتراف واسع من أوروبا بحق فلسطين بالحرية والاستقلال ونتمنى أن يكون هناك موقف أبعد من ذلك ألا وهو الضغط الكافي على الغرب لتحقيق هذا الأمر على الأرض، لقد دفع شعبنا مهراً غالياً ثمناً للحرية والاستقلال، ونقول أن الأوان قد حان للذهاب إلى ما هو أبعد من الكلمات".

أما أدهم أحمد وهو طالب فلسطيني يدرس في جامعة مدريد المستقلة، فقال: "أنا أشعر بأنني محظوظ لأكون في بلد كإسبانيا مواقفه واضحة وإيجابية مع فلسطين، وهذا ما لمسته هنا في الجامعة وفي الحي الذي أسكن فيه، الجميع هنا متعاطفون مع فلسطين".

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 74

Warning: Undefined variable $cookie_name in /home/hilalnews/public_html/footer.php on line 76