ثمة علاقة نادرة بين الجيش العربي والأردنيين، قوامها الإخلاص المتبادل، والتفهم الحقيقي لدور الجيش في حياة الأردنيين.. فالأردنيون يدركون تماما أن الجيش العربي يتجاوز المفاهيم التقليدية للأمن ومهامه الروتينية، ليمثل عنصرا فاعلا في الحياة اليومية الأردنية.
هذا الجيش لم يهبط من السماء، ولكن أنبتته الأرض العاشقة واحتضنت جذوره، فليست جميع شعوب الأرض تعشق جيوشها، وتُغني لها من قرارة الروح، حتى في لحظات الفرح الشخصية، فكم خرجت شعوب لتهتف ضد جيوشها، وكم ارتبطت صورة تلك الجيوش في ذاكرة الأمم بالأسود القاتم والحُمرة القانية، لكن الجيش العربي الأردني الأبي، يجنح للخضرة الراتقة، المستمدة من غابات الوطن، وكأن كل ضابط وجندي من أفراده، شجرة معطاءة تظلل ممرات مدينة الحسين الطبية، وروابي «شارع الشعب»، وحتى أبعد نقطة حدودية في هذه المملكة.
كان لا بد من هذه المقدمة النابعة من الوجدان الأردني، ونحن بشرف الكتابة عن كبرى مؤسسات الدولة/ القوات المسلحة الباسلة، بمناسبة العيد السعيد، والتأشير بفخر واعتزاز الى دور كافة منتسبي الجيش العربي العظيم، مصنع الرجال ومبعث الرجاء ومعقد الآمال.. الأمناء على شعارهم في الولاء للعرش الهاشمي النبيل، والإنتماء لثرى الأردن الطاهر الطهور، في السراء والضراء «الله.. الوطن.. المليك». ما نريد أن نقوله من صميم قلوبنا: «قسما بجلال الله».. ان الصباح لا يطيب إلا بعطر الجيش الأردني البهي..، الذي نلجأ اليه، ونلوذ به، ولا تغيب بقعة دم شهيد، من دفاتر أجيالنا.. فالشهادة تنبض في الوجدان وتومض في الكتابة عن مجده وفجره الجميل.. بمواقفه المجبولة بالكرامة والكبرياء..
ختاما.. «جيشنا» جيش الوطن.. أهزوجة الأردني المفضلة، فالجميع في خندق واحد، والجميع في صلاة عشق متصلة لغد الوطن الذي نريده.. و: هذي النُّجودُ مِنَ الزنود رمالُها والأوفياءُ الطّيبّونَ رِجالُها.. العادياتُ خيولُها، لم تَفْترِقْ عَنْ ساحِها.. والصّابراتُ جِمالُها!.. صَحْراءُ.. إلاّ أَنّ سَعْفَ نَخيلهِا قُضُبٌ.. يَعزُّ على الدّخيلِ مَنالُها وفقيرةٌ.. لكنّ يابِسَ شيحهِا لا الأرضُ تَعْدِلُهُ، ولا أموالُها!.