سمو الأميـر الصبـاح.. الـرحـيــل الكـبـيــر

الهلال نيوز/ ودعت الكويت قبل أيام أميرها الشيخ نواف الأحمد الصباح، الزعيم العربي الكبير، الذي ترك بصمة كبيرة وواضحة في تاريخ الكويت والأمة العربية التي تشارك الأشقاء الكويتيين أحزانهم ودموعهم على زعيمهم الراحل، الذي كان يضع قضايا الأمة في قمة سلم أولوياته واهتماماته، الأمر الذي جعل دولة الكويت الشقيقة رائدة على المستوى القومي والعربي.

لقد امتازت الكويت الشقيقة عبر التاريخ بأنها ركن أساسي في قضايا العرب، وكانت الركن المتين لكل العرب في حل قضاياهم وخلافاتهم، وتَكرّس هذا الدور القومي في عهد الأمير الراحل المغفور له الشيخ نواف الأحمد الصباح الذي عمل جادا وبكل إخلاص ووفاء لأمته، كما عمل على نهضة الكويت بكل الاتجاهات، الأمر الذي جعلها منارة عربية وخليجية وفي كل المنطقة كدولة رائدة على كل الساحات وفي كل الميادين.

إن رحيل الزعيم العربي المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ الصباح خسارة كبيرة ليس للكويت الشقيق فحسب، بل لكل العرب وكل الذين يفهمون معنى القيادة الحكيمة في العالم والذين يرون في الكويت دولة مميزة في دورها السياسي المعتدل والرصين.

لقد تجاوزت الكويت وشعبها جراح الاحتلال والاعتداء عليها وفتحت صفحة جديدة مع كل أشقائها العرب، وهذا يثبت أن قياداتها تتمتع بحس قومي كبير وتعتبر أن مصلحة الأمة فوق كل الجراح.

الكويت لم تقصر مع أي شقيق عربي في دعمه سياسيا واقتصاديا، وهذا يثبت كم هذه الدولة العروبية كبيرة في قيادتها وشعبها.

لقد تميز الأمير الراحل بأنه رسخ الديموقراطية في بلاده وانفتح على الجميع هناك، وكان ديموقراطيا يستمع لكل الأصوات ولكل الاتجاهات، لأنه كان يؤمن كأسلافه من آل الصباح بأن الدول أساسها الديموقراطية والمشاركة.

لقد تميز الأمير المغفور له بإذن الله تعالى نواف الأحمد الصباح بموقفه الحازم تجاه الفلسطينيين وحقهم في التحرر، ورسخ أن القضية الفلسطينية قضية قومية لا تعفي أحدا من الوقوف إلى جانبها ودعمها والتصدي لمحاولات تصفيتها. وكانت آخر مواقفه قبل رحيله رحمه الله، موقفه الحازم والصارم مما يجري في غزة، حيث وقفت الكويت موقفا إسلاميا وعروبيا قويا على المستوى العربي والدولي، ولم تكتف بذلك، بل دعمت أشقاءها في فلسطين ماديا وبكل ما يثبت صمودهم على أرضهم.

إن مواقف الشيخ نواف الأحمد الصباح وصورته سيظلان راسخان في أذهان الشعب الكويتي الشقيق وكل عربي يعرف كيف كانت قيادة الراحل الكبير متميزة على كل الأصعدة والمجالات.

يحق للشعب الكويتي أن يبكي أميره، ويحق لنا ولكل العرب أن نحزن عليه ونظل نذكره بخير ونترحم عليه كزعيم ترك بصمة كبيرة في تاريخ شعبه وأمته.