الهلال نيوز/ في أرض الشهداء «غزة « كل ساعة شهيد.. مواكب يومية تصعد إلى السماء حيث لا ظلم ولا قتل ولا دمار.. حيث الجنان والروح والريحان وجنة النعيم.
كوكبة جديدة من الشهداء سقطت، صورة مجتمع تعكس مقدرات مواطنين شهداء غزة صور شعب كامل.
غزة حملت في أسماء شهدائها وصورهم تاريخ شعب ما كل ولا مل، شعب أحب الحياة وتعلم من الصبر الأمل، ومضى في طريقه بحثا عن سبيل الحياة.
غزة جمعت كل شيء من علم وتعليم وتاريخ وآداب.
شهداء غزة خليط ممزوج برائحة المسك والعنبر بين طفل وطبيب وعالم ومصور وصحفي وشيخ جليل وطفل رضيع.
اسماء جديدة موزعة منها ما ارتقى شهيدا ومنها قبل ذلك كتب أحرفها أصدقاء أو أبناء أو جيران نوثقها لأننا نؤمن أن من ذهبوا لم يكونوا أرقاما تعد بل كل اسم حياة وعائلة وكيان وطموح وآمال.
غزة سردية الشقاء والأمل ونهاية الخلود الأبدي
آلة الحرب الإسرائيلية صبت جام غضبها على الجامعة الإسلامية فتركتها احجارا ولم تترك حجرا على حجر، دمرت وجرفت، قتلت العديد من طلابها، وبالامس قتلت رئيسها الدكتور سفيان عبد الرحمن تايه المصنف ضمن أفضل 2 % من الباحثين حول العالم عام 2021، حيث يحمل درجة الأستاذية في تخصص الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية.
والشهيد حاصل على جائزة عبد الحميد شومان للعلماء العرب الشبان، وعُيّن حاملاً لكرسي اليونسكو لعلوم الفيزياء والفيزياء الفلكية وعلوم الفضاء في فلسطين.
الدكتور سفيان واحد من أفضل الفيزيائيين العرب على الإطلاق، استشهد مع عدد من أفراد عائلته في جباليا شمال قطاع غزّة بعد قصف لمنزله فغادر القطاع بعلمه وتميزه.
أما الدكتور محمدالدبور (41 عامًا) عمل في مركز الحسين للسرطان و عاد إلى قطاع غزة ليخدم أهل بلده بهذا التخصص النادر وعمل في مستشفى الشفاء، وافتتح مركزه الخاص وعمل مدرسًا لمساق علم الأمراض في كلية الطب في الجامعة الإسلامية وكلية طب الأسنان في جامعة فلسطين.
بعد رحلته في دراسة الطب العام بين غزة والضفة الغربية والعراق حصل على الاختصاص العالي في علم الأمراض.
كان متفانيًا في عمله ويعمل على تعليم طلابه بكل حب وإخلاص.
هيّن ليّن محبوب من كل طلابه ومعارفه، معطاء سبّاق في الخير مع المحتاج والقريب والغريب، وقد أكرمه الله بأداء العمرة قبل أشهر من ارتقائه يوم الجمعة 13/ 10/ 2023، أثناء نزوحه مع عائلته من غزة متوجهًا إلى الجنوب في قصف استهدف قافلة النازحين على شارع صلاح الدين، واستشهد معه والده الأستاذ عاطف الدبور، وابنه البكر عاطف.
الشهيد عبد الرحمن أبو شمالة
طالب طب في سنته الدراسية الخامسة، شاب جميل، حسَن الخَلق والخُلق، كان على بُعد أقل من سنتين من تحقيق الحلم بأن يُصبح طبيبًا، إلا أن قذيفة أنهت حُلمه وحياته وحياة والديه وإخوته وعدد من أفراد عائلته في 26 تشرين الأول الماضي.
الشهيد الصحفي منتصر الصوّاف
يعمل فني صوت في شركات الإنتاج في قطاع، والده الصحفي الكبير مصطفى الصواف. نجى وشقيقه مروان من قصفٍ على منزلهم قبل أسبوعيْن واستشهد والده و47 من عائلته.
ورغم إصابته جراء ذلك القصف، استمر في التغطية لفضح جرائم الاحتلال وتحدى العالم، الذي لم يحرك ساكنا لوقف آلة القتل..لكن الاحتلال أبى إلّا أن يُبيد العائلة، بقتله هو وشقيقه أمس، وقد أكد صديق له انه بقي ينزف نصف ساعة دون أن تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إليه.
أحمد إياد أبو زبيدة
وحيد والديه من الذكور، كان في سنته الدراسية الثانية في تخصص البرمجة، مبتسم دائمًا، ويحب مساعدة الآخرين، مؤذن وحافظ لكتاب الله، وحاصل على العديد من الشهادات في أحكام القرآن الكريم، استشهد برفقة اثنتين من أخواته في 10 تشرين الثاني.
الشهيد عمر الطباطيبي
شاب طموح مثابر ومُبدع في عمله، عمِّل في أكثر من شركة وكان يسعى دائما لتطوير نفسه، ارتقى برفقة زوجته وابنته وعدد من أفراد عائلته في 18 من الشهر الماضي.
الشهيد الطفل جهاد خالد أبو عامر
وُلد خلال العدوان على غزة عام 2021، واستشهد في العدوان الحالي عام 2023.
جهاد من مخيم النصيرات وسط قطاع غزّة، استشهد في قصف أبراج الصالحي وتم انتشال جثمانه من تحت الركام بعد ثلاثة ايام.
الشهيد معاذ زملط
مصوّر مبدع.. يحبه أصدقاؤه.. لا تراه إلا ضاحكًا مبتسمًا..
وصل إلى زوجته وابنته وأمه وإخوانه في غزة قبل عدة أشهر لزيارتهم.. جاءت هذه الزيارة بعد أن عاش في الضفة وحيدا لمدة تزيد على العامين.
بالرغم من ذلك.. لمعاذ أحلام كبيرة وأمنيات صغيرة أن يبني مستقبلا جميلا له ولعائلته.
قبل أسبوع فقد شقيقه في قصف نجوا جميعا منه وأمس الأول ارتقى شهيدا
الشهيد الشيخ جبريل الحاج أحمد
قضى معظم حياته في المساجد، بدايةً في مسجد الشيخ زايد في بيت لاهيا ومن ثم رحل إلى رفح ليُدير مسجد أتباع المصطفى.. كان شيخاً يمتلك من الايمان الكثير والكثير.
استشهد مساء امس الاول بعد أن أذّن للعصر بالمسجد المهدوم.
الشهيد د. أدهم حسونة
صحفي، ويحمل الدكتوراة بتخصص الإعلام وعمل في بضع جامعات بقطاع غزة، بينها جامعة القدس المفتوحة وجامعة غزّة.
كما عمل كمخرج تلفزيوني في تلفزيون فلسطين، وكاتب وصحفي يكتب المقالات في بضع صحف ومواقع إلكترونيّة.
استشهد مساء أمس الأول مع عدد من أفراد عائلته، جراء قصف قوات الاحتلال لمنزله.