الهلال نيوز/ فى كل بيت وشارع حكاية، فى كل قرية ومدينة حكاية، وأيضا كل واحد منا بداخله حكاية، حتى المهن الكثير منا يبدع فيها وتصبح حكاية، وحكايتنا هنا عن أبطال تطوعوا فى الخير لوجه الله وأصبحوا جنودا فى إنقاذ الغرقى فى مصر.
ففى محافظة الإسكندرية، رأينا تطوع الكثير من الغطاسين لإنقاذ الغرقى دون مقابل، وكان أخرها حادث غرق 14 شخصا فى بحيرة مريوط منهم نساء وأطفال كانوا فى رحلة إلى إحدى الجزر، وانقلب القارب، ولقوا مصرعهم فى الحال، واتجه إلى موقع الحادث العشرات من الغطاسين من مختلف أرجاء المحافظة والمحافظات المجاورة لانتشال الجثامين، وتسليمهم إلى ذويهم وهم الجنود المجهولة بالتعاون مع قوات الإنقاذ النهرى تحدوا العديد من الظروف ونجحوا فى استخراجها فى 24 ساعة من حادث الغرق، وهم "غواصى الخير". التقى "اليوم السابع" بهم وهم من أعمار ومهن مختلفة، منهم من امتهن الغوص والبحر كمهنة أساسية، ومنهم من يتخذها هواية وعمل خير فى إنقاذ الغرقى واستخراج الجثامين لوجه الله.
وبدأ يعرفهم العديد من المواطنين بعد حادث غرق الشاب محمد .ح فى عام 2016، والذى ظل جثمانه 12 يوما فى المياه حتى لفظته الأمواج فى منطقة ستانلى، ويليه بعدها حوادث الغرق فى شاطئ النخيل الملقب بشاطئ الموت بالإسكندرية، وكان أشهرهم قصة الشاب شادى الذى غرق مع أصدقائه وكل من حاول إنقاذه لقى مصرعه، وكان فى مياه البحر أكثر من شهر حتى خرج إلى الشاطئ جزء من جثة شخص وبعد تحليل الحمض النووى تبين أنه للشاب شادى وتم دفن جثمانه، وجميعها قصص مأساوية عاشها الغواصون مع أهالى المتوفين على أمل إيجاد جثامين ذويهم.
ويقول الدكتور رأفت حمزة، أستاذ الغوص والإنقاذ بكلية التربية الرياضية جامعة الإسكندرية، إنهم فريق من أعمار ومهن مختلفة متخصصون فى الغوص والإنقاذ، ويلبون النداءات ويتجهون على الفور إلى مكان الحادث لانتشال الجثامين.
وأضاف أنهم لا يسعون إلى الشهرة، ولكن كافة الأعمال التى يقوموا بها هى لوجه الله ولا ينتظرون مقابل، موضحا أنهم بدأوا منذ سنوات سويا ويواصلون عملهم فى كافة المحافظات.
وقال إبراهيم مارينا، أحد الغواصين، إنه ساعد فى إنقاذ العشرات من جثامين الغرقى أشهرهم الشاب أحمد .ح شهيد ستانلى وجثمان الشاب شادى بشاطئ النخيل خلال العام الماضى وآخرهم مركب مريوط التى راح ضحيتها 14 شخصا.
وأضاف أنهم مجموعة من الغواصين المحترفين يلبون نداء الأهالى لانتشال جثامين ذويهم ويتحدون الطقس وينزلون دون تردد، مطالبين بضرورة تسهيل الإجراءات لهم لمساعدة قوات الإنقاذ فى انتشال الجثامين، متابعا أن أصعب مشهد استخراج طفلة عام ونصف من البحيرة.
بينما قال هادى غازى، أحد غواصى الخير، إن حادث بحيرة مريوط من أكثر الحوادث التى تأثروا بها لوجود أطفال فى أعمار صغيرة ونساء وحالة الطقس كانت شديدة البرودة وواجهوا هذه التحديات وانتشلوا كافة الجثامين.
وطالب المواطنين بضرورة الالتزام بتعليمات فريق إنقاذ الشواطئ لعدم التعرض للغرق وحفاظا على سلامتهم، وعن مبادرة "مصر بلا غرق" قال: هدفها عدم تسجيل حالات غرق فى الصيف القادم وتقديم التوعية للمواطنين.
بينما قال محمد محجوب، ضمن فريق غواصى الخير، إن هناك تحديات عديدة واجهوها فى حادث مركب مريوط ولكن تغلبوا عليها ووصلوا فى وقت متأخر من الليل ومنهم من ظل فى مكان الحادث لليوم الثانى وغطس أكثر من غطسة للبحث عن الضحايا.